«فيه حرب أو ما فيه؟»، «واذا فيه رح تكون حرب مع إسرائيل أو طائفية»، هكذا بات حديث اللبنانيين منذ اندلاع الثورة السورية إلا أن حدة هذه الأسئلة تزايدت بعد تورط «حزب الله» في المعارك الدائرة في سوريا ومحاولات نقلها الى لبنان من خلال الجبهة الشمالية، طرابلس، الا ان سقوط صواريخ على الضاحية الجنوبية واطلاق صاروخ من منطقة مرجعيون الواقعة على الحدود الجنوبيةالشرقية للبنان باتجاه إسرائيل أضاف الى هذه الأسئلة مشاعر خوف محفوفة بالحذر الشديد أحدثت حرباً نفسية لدى اللبنانيين مما دفع العديد منهم الى تحضير تأشيرات سفر الى الخارج، فيما ألغيت الحجوزات السياحية في شركات الطيران والفنادق التي أملت خيراً بموسم اصطيافي زاهر. مصدر عسكري ل«»: سنتأكد من صحة اطلاق الصاروخ على اسرائيل الى ذلك، نفى مصدر عسكري لبناني ل»اليوم» «اطلاق صاروخ من الجانب اللبناني الى الجانب الاسرائيلي، لافتاً الى ان «ما سمع هو صوت انفجار ولم تتضح طبيعته بعد». وشدد على ان «الوضع اللبناني دقيق جداً والأرض الآن خصبة لمثل هذه النوعية من الأخبار»، مؤكداً ان «الجهات المعنية تتأكد من طبيعة خبر اطلاق الصاروخ الذي اذا ثبت صحته سيدخل لبنان والمنطقة في مرحلة شديدة الخطورة». أما من ناحية حصول حرب طائفية، فلا يعتقد العميد الركن أن «تحصل هذه الحرب لأن موضوع باب التبانة وبعل محسن لن يتوسع وهو انعكاس طبيعي جداً للوضع في سوريا وترجمة عسكرية للانقسام السياسي الحاصل في لبنان تجاه الوضع السوري». استنفار اسرائيلي جنوباً في هذا الوقت، سارعت دول عربية وأجنبية مناشدة رعاياها عدم السفر الى لبنان، ودعت المتواجدين فيه الى تركه فوراً، فيما رفع جيش الاحتلال الاسرائيلي من استنفار قواته على طول الحدود الجنوبية في اعقاب ما تردد عن سقوط صاروخ كاتيوشا ليلا في مستعمرة المطلة، كذلك زاد الجيش اللبناني و»اليونيفيل» من اعمال المراقبة تحسبا لأية تطورات عسكرية. ترافق ذلك مع تحركات مكثفة لجيش العدو على طول الخط الممتد من محور المطلة، الغجر، وصولا الى مرتفعات شبعا وكفرشوبا، حيث شوهدت عشرات المدرعات وهي تجوب الخط الحدودي. كما سجل تحليق لمروحيات وطائرات الاستطلاع فوق مزارع شبعا ومناطق العرقوب. وفي المقابل، كثفت قوات «اليونيفيل» ومراقبو الهدنة من تحركاتهم ودورياتهم على طول الخط الازرق في القطاع الشرقي، خصوصا في مناطق الوزاني الغجر وصولا حتى مرتفعات شبعا وكفرشوبا. جابر: الحرب في لبنان لن تحصل الا بسقوط النظام وتفككه وشدد العميد الركن ورئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات الدكتور هشام جابر ل»اليوم» على انه «لا يوجد حرب تلوح في الأفق اللبناني»، موضحاً انه «ليس هنالك أي طرف مستعدا لها»، جازماً ان «الوضع اللبناني متوتر وأي حدث دراماتيكي قد يورط الأطراف اللبنانية التي هي بحالة استنفار الى الدخول في حرب، الا ان هذه الحرب لن تشمل لبنان فقط بل ستكون حرباً اقليمية مدمرة». أما من ناحية الحرب مع إسرائيل، لفت هاشم الى ان «إسرائيل ليست على استعداد للقيام بأي حرب، وسبق واعلنت أنها من أكثر البلدان عرضة لصواريخ، لذا هي ليست مستعدة للقبة الفولاذية والتي تحميها من الصواريخ». وحول اعلانها عن استعدادها للحرب، قال: «لا تستطيع ان تقول غير ذلك من أجل معنويات شعبها، فاذا انطلقت صواريخ من لبنان على اسرائيل، حتماً ستقوم بالرد وستكون مضطرة لذلك، كما انه لا أحد يريد الحرب لأن الكل يدرك أنها ستتوسع لتشمل سوريا، «حزب الله» أي لبنان وإيران، وفي حال حصول ضربة عسكرية على إيران فإن هذا يعني تهديدا لأمن منطقة الخليج بأسرها، وإذا بادرت اسرائيل بحرب ضد ايران عندها ستضطر ان تدخل أمريكا الى جانب اسرائيل». واشار الى انه «لا مصلحة ل»حزب الله» بالدخول في حرب أيضاً لانشغاله بالقتال خارج الأراضي اللبنانية، كما انه ملتزم القرار الدولي 1701، أما من ناحية الصاروخين فليس لهما قيمة ولا يشعلان حربا لانهما غير الصاروخ الذي قيل عنه انه انطلق من جنوب لبنان». أما من ناحية حصول حرب طائفية، فلا يعتقد العميد الركن أن «تحصل هذه الحرب لأن موضوع باب التبانة وبعل محسن لن يتوسع وهو انعكاس طبيعي جداً للوضع في سوريا وترجمة عسكرية للانقسام السياسي الحاصل في لبنان تجاه الوضع السوري». وأكد ان «الوضع اللبناني على صفيح ساخن الا انه لا ينذر بحرب طائفية أو أهلية لانه لا يوجد قرار دولي لإشعال هذه الحرب، فما دامت الأوضاع في سوريا كما هي، فإن جميع الدول المتورطة أو المتداخلة في الاحداث السورية سواء مع النظام او ضده بحاجة الى لبنان كساحة سياسية واعلامية ولوجستية للتدخل في سوريا، لذلك هناك اتفاق دولي على انه لن تستعاد الحرب الاهلية في لبنان». وعن مقولة أن الحرب في لبنان حتمية، رأى انها «قد تكون كذلك حين يسقط النظام السوري ويتفكك وتدخل سوريا في حرب اهلية حقيقية، طائفية، تقسيمية وتسود الفوضى و»الصوملة»، وعندها لن يبقى هدوء في لبنان أو الاردن او العراق وتركيا وستدخل المنطقة في حروب طائفية تؤدي الى تقسيمها، وبما أن لبنان الخاصرة الأضعف فانها ستكون مسرحا للاضطرابات»، مشدداً على ان «هذا لن يحصل الا اذا استمرت الأوضاع السورية وحصلت تطورات دراماتكية وانهار النظام في دمشق وانتقل الى مكان آخر»، مؤكداً ان «الوضع السوري هو الذي يقرر مصير دول الجوار».