جددت القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل)، اطمئنانها الى الوضع الهادئ على جانبي الحدود اللبنانية الجنوبية، مستبعدة حرباً إسرائيلية جديدة على لبنان. وقال الناطق باسم «يونيفيل» نيراج سينغ إن الوضع في الجنوب «مسيطر عليه»، مشدداً على تعاون «يونيفيل مع كل الأطراف للحفاظ على الهدوء على جانبي الخط الأزرق». وقال لوكالة «يونايتد برس انترناشونال»: «لا اعتقد أن الحرب حتمية بسبب نية جميع الأطراف عدم التصعيد العسكري»، مشيراً إلى «حملات إعلامية ساخنة بين الحين والآخر، وإذا حصلت مشكلات عسكرية بين لبنان وإسرائيل فإننا نعالجها بالاتصالات ونتدخل وننهيها». واستذكر حادث إطلاق النار بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي في بلدة العديسة الحدودية في 3 آب (أغسطس) الماضي، قائلاً: «نتمنى أن لا يتكرر أبداً. كان حادثاً خطيراً كاد أن يقلب الطاولة لولا حكمة «يونيفيل» وتعاملها السريع للجم التوتر، ونية الجميع التهدئة». وأشار سينغ إلى استمرار الخروق الإسرائيلية للأجواء اللبنانية خلال 2010 في حين لم يتم رصد خروق برية. وأعلنت إسرائيل أيضاً نيتها الانسحاب من الشطر الشمالي اللبناني من بلدة الغجر خلال العام 2011، إلا أن سينغ أكد أن هذه الخطوة «تحتاج لاتفاق مع لبنان برعاية الأممالمتحدة». وأوضح: «أن القوة الدولية يمكنها السيطرة على المنطقة التي ستنسحب منها إسرائيل، وبالتالي التعاون مع السلطة اللبنانية، وتسليمها للجيش اللبناني». وعن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، قال سينغ إن وضعهما «يحل في الأممالمتحدة بمتابعة لبنانية وسورية وإسرائيلية ودولية»، وأن هذا الأمر «يأتي في إطار حل شامل للنزاع العربي – الإسرائيلي، على خلفية القرارات الدولية المعنية بذلك». وعن اتهامات إسرائيل ل «حزب الله» بالحصول على صواريخ جديدة ومتطورة، لفت سينغ الى أن القوة الدولية لم تلاحظ «نقل حزب الله أسلحة أو صواريخ إلى داخل منطقة عمل يونيفيل جنوب الليطاني، ولو رأينا ذلك لكنا أعلنا عنه في تقرير إلى الأممالمتحدة». وأضاف أن وجود القوة الدولية في جنوب لبنان «لتحقيق السلام، ونحن قوة حفظ سلام ولسنا قوة ردع. وعلى رغم أننا نملك إمكانات عسكرية وبشرية لكن وجودنا المعنوي يكمن في أننا نمثل المجتمع الدولي». وحض على الاستفادة من «التقدم الذي أحرز حتى الآن»، وقال إن «الدعم والموارد الكبيرة التي نتلقاها باستمرار من المجتمع الدولي والتوافق اللبناني على انتشارنا وشراكتنا الاستراتيجية التي تتطور إيجاباً مع الجيش اللبناني، ودعم وتفهم أهالي جنوب لبنان والتزام الأطراف بوقف الأعمال العدائية... كل هذا بمثابة ركائز يقوم عليها نجاحنا، ويجب أن نجعله أقوى». ونفى نائب رئيس المجلس التنفيذي ل «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق وجود أي خرق من جانب الحزب للقرار 1701، متهماً إسرائيل بخرقه مئات المرات منذ 31 آب 2006. وقال ل «يونايتد برس انترناشونال»: «إذا كانت لدى إسرائيل نية شن عدوان فإن وجود القوة الدولية، المؤلفة من 15 ألف جندي من 38 دولة في العالم، لن يمنعها أبداً». وأضاف: «لا نرجّح قيام إسرائيل بشن حرب على لبنان لأنها تخشاها، وهي أجبن من أن تقدم على هذه المغامرة، لأنها تعرف نتائجها وانعكاسها على وجودها نفسه»، مؤكداً جاهزية المقاومة للرد عليها.