قال خبير اقتصادي : «إن الفرصة سانحة أمام الشركات العائلية في منطقة الخليج من أجل المشاركة بشكل فعال وإيجابي في مواجهة التحديات الاقتصادية الاجتماعية التي تعاني منها المنطقة بما في ذلك ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب ونقص المهارات وعدم كفاية الأنظمة التي من شأنها أن تعزز إقامة المشاريع». وأضاف بدر جعفر العضو المنتدب لشركة تعمل في العديد من القطاعات الاقتصادية على مستوى العالم قائلاً: «إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لحوكمة تلك الشركات بشكل مؤسسي واحترافي، فإن ذلك يجعل الشركات العائلية عرضة لمخاطر تدمير القيم». وأضاف ,خلال مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد في البحر الميت , يتولى الجيل الثاني إدارة ما يقرب من 75 بالمائة من الشركات العائلية، في حين لا يبقى تحت سيطرة الجيل الرابع وما يليه سوى 5 بالمائة فقط. وتشير الإحصاءات العالمية إلى أن ما يقل عن 10 بالمائة من الشركات العائلية على مستوى العالم تواصل عملية خلق القيم لما بعد الجيل الثالث. ويرجع ذلك بصفة رئيسية إلى تدمير هذه القيم نتيجة لعدم وضع خطة خلافة واضحة وشاملة. وأوضح انه وبالنظر إلى حقيقة أن الأصول التي تزيد قيمتها على تريليون دولار، وفقاً لأحدث تقرير صادر عن صندوق النقد الدولي، سوف تنتقل إلى الأجيال القادمة خلال الخمسة إلى العشرة أعوام المقبلة، فإن عدم وضع أطر عمل للحوكمة المؤسسية وتفعيلها بشكل صحيح قد يؤدي إلى احتمال حدوث النزاع وزيادة التعقيدات، والتي سوف تؤثر بدورها في كافة قطاعات المجتمعات العربية , مشيرا الى ما كشف عنه تقرير صدر مؤخراً عن برايس وترهاوس كوبرز أن 42 بالمائة فقط من الشركات العائلية تطبق اتفاقية حملة الأسهم، ولا يوجد لدى أكثر من 75 بالمائة منها سياسات محددة لحل النزاع. وأوضح بدر جعفر أنه على الرغم من أن الشركات العائلية على مستوى العالم لديها بعض الخصائص والمميزات المشتركة، إلا أنه من الأهمية بمكان ملاحظة أداء الشركات العائلية داخل محيطها الثقافي والاجتماعي من أجل التعرف على إنجازاتها وتحديد احتياجاتها. كما يرى بدر جعفر أن الشركات العائلية العربية تهتم كثيراً بنقل قيمها ليس للأجيال القادمة في العائلة فحسب، بل لكافة الأطراف المعنية. وتترسخ هذه القيم والتقاليد في نظام ثقافي بعيد المدى يضع النهج التجاري في سياق أعمق ونطاق أوسع يشمل المساعي البشرية المستدامة. وأضاف بدر جعفر قائلاً: «قام الغرب بدراسة قضية فصل الإدارة عن الملكية وما لها من تركيز قوي على النتائج ربع السنوية، بيد أن ذلك لا ينطبق ولا يتماشى مع ثقافتنا. فإن مفهوم الشركات العائلية لدى العرب يعد من القواعد الراسخة في المجتمع حيث يعدون أنفسهم مسؤولين ليس فقط عن رفاهية ورخاء العائلة بل وأيضا عن الناس المحيطين بهم. ومن هذا المنطلق يرتكز المقياس العائلي للنجاح التجاري بشكل رئيسي على الحفاظ على ثقافة العمل العائلي وتوفير أمن دائم للعائلة أكثر من التركيز على تحقيق الأرباح. لذا، يجب علينا كشركات عائلية أن نضع نصب أعيننا تحقيق النجاح وليس الأرباح»