بالرغم من إدعاءات أمانة المنطقة الشرقية بعمل العديد من النشرات التوعوية والتثقيفية بين أوساط المجتمع إلا أن تلك الجهود ما زالت ضعيفة ولا ترقى للمستوى المأمول في المحافظة على نظافة البيئة، فعند زيارتك لأحد المتنزهات المنتشرة بين حاضرتي الدمام والخبر تجد العجب في كمية المخلفات والنفايات المرمية على تلك المسطحات الخضراء وعلى الطرق العامة لترسم للزائر أو للمواطن أو للمقيم صورة غير حضارية للمنطقة ، حتى أن البعض يرى أن هناك ضعفا في المسؤولية الاجتماعية لدى العامة في المحافظة على هذه الأماكن لتعكس الصورة المشرفة والحقيقية عن سكان المنطقة. ورأى عدد من المواطنين والذين التقت بهم «اليوم» في جولتها في إحدى المتنزهات ،أن تلك الحملات التوعوية التي تقوم بها البلديات في مختلف مناطق الشرقية لم تجد نفعاً للبعض في تحسّن وضعِ المتنزهات ونظافتها خاصة وأن البعض من مرتادي هذه الأماكن العامة ضرب بعرض الحائط نظافة هذه الأماكن وتركها بصورة مشوّهة لا تعكس الواقع الحضاري التي تعيشه المنطقة. بداية قال المواطن فالح الحربي: الحدائق والمرافق العامة تتعرض بين الوقت والآخر لعمليات تخريب متعمدة من قبل بعض المراهقين، بالإضافة إلى كمية النفايات التي يخلِّفها البعض من مرتاديها والتي نراها بشكل متكرر الأمر الذي يكلف الأمانة مبالغ طائلة سواء لإزالتها أو عمل صيانة وتطوير لهذه المرافق. وبين الحربي أن المحافظة على نظافة الحدائق العامة والمتنزهات تعتبر من المسؤولية الاجتماعية التي ينبغي على أفراد المجتمع التحلّي بها، لذا يجب أن نضع أيدينا بيَدِ أمانة المنطقة الشرقية لمواجهة العابثين بهذه المرافق التي شيّدت من أجل الترويح عن النفس والاستمتاع بالجلوس فيها والتي تعكس تطور وحضارة حاضرتي الدمام والخبر. أمّا فهد المجحد فقال: قد يرى البعض أن المسؤولية الاجتماعية مجرد المشاركة في الأعمال الخيرية وعمل الحملات التطوعية التي تخدم المجتمع ولكن في الواقع المحافظة على نظافة مدينتك تعد هي المسئولية الكبرى التي يجب علينا كأفراد أن نتحلى فيها، وليس فقط تلك الاعمال الخيرية التي يحرص عليها البعض دون إعطاء نظافة الأماكن العامة أية اهتمام، واقترح بأنه يمكن الحد من هذه التجاوزات من خلال فرض رسوم مالية على كل شخص يتم ضبطه عندما يقوم بالعبث بنظافة هذه المرافق لأن ذلك سيقلِّل من هذه التجاوزات وسيعكس الجهود التي تبذلها الأمانة في هذا الجانب، فضلاً أنه سوف يخدم أفراد المجتمع بالمنطقة الشرقية ويحقق تطلعاتهم، من خلال المحافظة على المكتسبات التي وفّرتها الدولة لهم. فيما أشار طارق الغامدي في حديثه بأنه عندما يعتزم شخص أن يقضي مع أسرته بعض الاوقات في أحد الأماكن العامة يتفاجأ أنه عندما يصل إلى المتنزه بتراكم المخلفات على المسطحات فلا يجد مكانًا نظيفًا يستمتع فيه مع عائلته، ويشير أن هذا الأمر غير مقبول البتة فهل من المعقول أن أقوم أنا بنفسي بتنظيف مخلفات مَن قبلي لكي أجلس في ذلك المكان بارتياح، أم أعود أدراجي لأن المكان لا يسمح لتراكم النفايات. «اليوم» وعبر اتصال أجرته مع المتحدث الاعلامي لأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان وسؤاله عن جهود الأمانة تجاه هذا الموضوع قال: هناك حملات تثقيفية يتم تنظيمها بشكل مستمر سواء مع إدارة التربية والتعليم وذلك لطلبة المدارس أو مع بعض الشركات بهدف نشر ثقافة المحافظة على نظافة البيئة والمرافق العامة، وأن ذلك سوف يُسهم بشكل كبير في غرس هذه المفاهيم في أذهان أفراد المجتمع مستقبلاً.فالنفايات العامة التي يخلّفها بعض مرتادي المرافق العامة كالحدائق والمتنزهات عندما يتم تركها على المسطحات الخضراء في منظر لا ينمُّ على مدى التقدم الحضاري الذي أصبح لدى غالبية المواطنين هو يعد من السلوكيات الفردية، والذي في اعتقادي أنه من يقوم بهذه التصرفات يفتقد للكثير من الثقافة التي تحفزه على المحافظة على البيئة. وبيّن الصفيان بأن أمانة المنطقة الشرقية لم تُصدر أيَّ عقوباتٍ لمن يتم ضبطه ،حيث يكتفي فقط بتوجيه الارشادات والنصائح التي تبيِّن بأن هذا الفعل يُعدّ مخالفة صريحة، مشيراً في حديثه بأن الأمانة حريصة على ذلك عندما قامت بوضع لوحات إرشادية عند الشواطئ وداخل المتنزهات و الحدائق العامة التي تبيّن أهمية المحافظة على نظافة هذه المرافق العامة وعدم ترك المخلفات على الأرض.