تشير الإحصائيات المتوافرة ل «شركة برتش بتروليم 2012» الى ان المخزون النفطي المؤكد في المملكة العربية السعودية بلغ «نهاية عام 2011» 26504 بلايين برميل وباحتساب هذه الكمية وافتراض ثبات الانتاج على مستواه آنذاك ( 11.16 مليون برميل يوميا) فمن المتوقع ان ينضب الاحتياطي المؤكد بعد 65 سنة وبافتراض ان متوسط عمر الفرد في السعودية هو ما بين 75 – 70 سنة فبعد جيل واحد سينضب او تنحسر بشدة الاحتياطيات المؤكدة. وبغض النظر عن الجدل في توقيت الذروة او امكانية حدوثها، هناك شبه اتفاق على تسارع نضوب النفط التقليدي حيث يفوق معدل الاستخراج نمو الاكتشافات الجديدة في العالم. الحضارة المدنية والاقتصاديات الصناعية منذ قيام الثورة الصناعية يزداد اعتمادها على الوقود الاحفوري بمصادره التقليدية وطبقا لوكالة الطاقة الدولية (IEA) فإن معدل الاكتشافات الجديدة تناقص بشكل كبير منذ الستينات حيث لم تستطع الاكتشافات الجديدة الا تغطية ما يقرب من نصف النفط المستخرج خلال الفترة ما بين 1995 – 2000 ويتضح ذلك جلياً في منطقة الشرق الاوسط التي انخفضت فيها الاكتشافات الجديدة من 187 بليون برميل في الفترة 1963 – 1972 الى 16 بليون برميل اثناء فترة 1992 – 2002 وتدعم هذه الارقام تصريحات المسؤولين في الشركات النفطية العالمية ومنها على سبيل المثال:وليم كنغ الناطق الرسمي باسم اكسون موبل، يقول ان معظم النفط الرخيص والسهل قد استكشف «ديسمبر 2005»، و رونا كبرج رئيس مجلس ادارة شل السابق اشار الى انه ليس من المتوقع الحصول على احتياطيات نفط جديدة كبيرة وسهلة «اكتوبر 2008»، وديفد ادرلي رئيس مجلس ادارة شفرون الذي صرح ان الوقت الذي نجد فيه النفط الرخيص قد انتهى «فبراير 2005». وفي عام 2006 طرح الاقتصادي ارك جانزن فكرة الذروة بشكل معدل حيث سماها «ذروة النفط الرخيص» وحسب قوله لم تعد فكرة ذروة الانتاج ذات اهمية، وما يهم من الناحية الاقتصادية ان النفط الرخيص قد بلغ ذروته ودخلنا الآن في فترة النفط المكلف «صعب الانتاج ومرتفع التكلفة» ومن غير المحتمل ان تعود الاسعار لمستواها التاريخي بين 20 – 40 دولارا للبرميل. واذا تساءلنا ماهي الآثار المحتملة لبلوغ ذروة الانتاج؟ فمن المعلوم ان الحضارة المدنية والاقتصاديات الصناعية منذ قيام الثورة الصناعية يزداد اعتمادها على الوقود الاحفوري بمصادره التقليدية ولاشك في ان نضوب النفط التقليدي سيشكل صدمة اقتصادية وكارثة اجتماعية، ان الآثار السلبية المتوقعة تعتمد على مدى القدرة في ايجاد مصادر بديلة ملائمة وفي الوقت المناسب، ولنكن اقل تشاؤما ونقول ان التقدم التقني سيسمح باستخراج الوقود الاحفوري والوقود غير التقليدي «الغاز والنفط الصخري» وتطوير مصادر الطاقة البديلة بتكاليف مناسبة وبظروف بيئية مقبولة «الطاقة النووية، الشمسية، الكهرومائية». وفي فبراير عام 2005 اصدرت وزارة الطاقة الامريكية تقريرا يعرف ب»تقرير هرش» وعنونته «بلوغ الذروة في الانتاج النفطي العالمي: الآثار، الحلول وادارة المخاطر» اشار هذا التقرير الى ان بلوغ الذروة وتناقص الانتاج سيعرضان الولاياتالمتحدة والعالم الى ازمة حقيقية تتطلب مواهة استثنائية فكلما اقتربت الذروة سترتفع اسعار النفط بشكل كبير وستتعرض الاسعار لتقلبات ملحوظة، ومن غير وجود حلول لمعالجة الآثار السلبية هذه ستكون التكلفة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية باهظة وغير مسبوقة ويشير التقرير الى وجود خيارات عديدة لمعالجة جوانب الطلب والعرض من النفط، ولتكون المواجهة ناجحة لابد من التخطيط المسبق والمبكر قبل حدوث الذورة على الاقل عشرين سنة. ويركز التقرير على اهمية الاستعداد والتهيؤ لمواجهة الاخطار والآثار السلبية المحتملة، فمن جانب ادارة الازمات ليس مهما الاختلاف في تقدير الاحتياطيات المتبقية من النفط وكذلك ليس مهما الجدل في حصول او قرب حدوث الذروة.