على عتبة الانتظار .. صبر مارد الدمام وظفر .. تعبت قدماه من طول الانتظار .. فقد ترك عشقه لمدة تزيد على عشرين عاما .. لم يعرف فيها قمر ليله وشمس نهاره .. كانت كل الفصول في عينه متشابهة .. حتى طغت التجاعيد على وجوه محبيه .. فلم يعد له جيل من الشباب ولا الأطفال .. إلا ما ندر ممن تواصلوا عن حب متوارث من جد لأب لابن .. ونهضة الدمام تعيش هذا السيناريو في المشهد الحالي ..!! سنوات الحرمان والضياع أنست الجيل الحالي نهضة الدمام .. فلم يعد أحد يتذكر عيسى حمدان و الزوري أحمد سعد وداوود وخالدين وناصر المنصور وأبناء الغدير وغيرهم الكثير ممن أثروا المستطيل الأخضر فنا وإبداعا .. وجعلوا الأيدي تصفق للمارد بحرارة .. وبدون شك فالعذر لأبناء اليوم في ابتعادهم عن نادي الآباء والأجداد مقبول عندما كانت نهضتهم ترزح في دهاليز الثانية والأولى .. أما والمارد قد أعلن العودة للأضواء .. فمن واجب هذا الجيل الالتفات بنظرة حانية لماضي الآباء والأجداد في نهضة التاريخ .. بالمؤازرة والحضور والمساندة .. فمدرج المارد كانت له صولات وجولات عندما كان يلعب في دوري الممتاز قبل عشرين عاما وأكثر .. وكان جمهوره من أميز الجماهير طربا وأهازيج .. بل كانت له هوية خاصة باستخدام ( الصرناي ) ..!! المارد .. كيان محبوب .. فبمجرد صعوده إلى الأضواء .. كان التفاعل كبيرا معه على كافة المستويات والمجالات .. فالفرحة عمت نجوما كبارا في أندية كبيرة هجروا الكرة منذ سنوات طويلة .. وكأن النهضة أعاد لهم كتابة التاريخ من جديد بعد العودة للأضواء .. وحتى فرحة الجيران من أبناء العمومة الاتفاق والقادسية والخليج وغيرهم بعودة النهضة للأضواء .. كانت في صورتها وهيئتها تعبر عن تعلقهم بالنهضة كعشاق وليس كمحبين ..!! لا يمكن .. أن تكون ردة الفعل لصعود النهضة من قبل الجميع طبيعية .. فقد كانت ترمز لأشياء كثيرة جدا .. ربما لأن نهضة الدمام يعبر عن الزمن الجميل لكرة القدم السعودية .. أو لربما أن النهضة يملك اسما عذبا وجميلا تناقلته الجماهير جيلا بعد جيل .. أو لأن النهضة فريق كبير لم يتنازل عن كبريائه وشموخه حتى وهو يلعب في دهاليز الثانية والأولى .. !! في عرس النهضة الكبير .. علينا أن نعترف قبل كل شيء .. بأن جماهير الساحل الشرقي متعطشة جدا لديربي كان ( صرحا فهوى ) .. لديربي كان يمثل أهل منطقة الخليج كافة .. وكان أهلنا في الكويت وقطر والبحرين ممن تربطهم علاقات أسرية بأهالي المنطقة الشرقية .. يحرصون على الحضور والمساندة والمؤازرة في المدرجات .. بعضهم لفارس الدهناء الاتفاق .. والبعض الآخر للنهضة .. في ديربي الشرقية الذي افتقدنا فيه الزمن الجميل ..!! للنهضة تاريخ لا يمكن نسيانه .. وللمارد « وحشة « بين الكبار .. ولأبناء الهول واليامال والليوه حضور أخاذ في المدرجات .. وكل هذه العوامل ستساهم في إضافة المارد لدوري جميل ..!! وجوه كثيرة حضرت لمباركة النهضة بالصعود بمقر النادي أمس الأول .. وجوه تشك أن تعرف أغلبها .. لكن بصمة الصبر تعتلي محياها .. لتميزها أنها نهضاوية أصلية .. غلب عليها الحرمان لسنوات طوال .. لذلك كانت وجوههم تشع فرحا وبهجة .. فالنهضة هو مقياس تكيفهم وفرحهم وحزنهم في الحياة ..!! في النهضة ماض جميل .. وعنفوان لا ينسى .. وكبار في السن يعشقون الحياة .. بل على الآخرين أن يتعلموا منهم فن الحياة .. فرغم عشقهم لماردهم .. وبلوغ معظمهم سن ال70 وال 60 عاما .. ورغم السنوات العجاف التي مروا بها وهي كثيرة .. والتجاعيد التي رسمت على وجوههم .. إلا أن نظرتهم للحياة مفعمة بالمرح والفرح .. والابتسامة التي تدخل القلوب .. تشعر أنها ابتسامة غير مصطنعة تدخل بدون استئذان ..!! في النهضة أشياء جميلة جدا .. تتعلم منها الصبر من جهة والفرح من جهة أخرى .. والتأقلم مع الحياة من جهة ثالثة .. والابتسامة عنوان حياة حتى والهم والغم يغطي مساحات واسعة في حياة البشر ..!! صدقوني النهضة جميلة جدا .. !!