في وقت كان الجميع يشعر بأن النهضة كناد انتهى (ومات) ولم يبق منه سوى الأطلال والذكريات الجميلة التي يحكيها الأجداد للاحفاد والآباء للأبناء عاد الكبير ورفض السقوط والاستسلام. ورغم السنوات العجاف التي وصلت للعشرين عاما وهو بعيد عن الأضواء إلا ان اسم النهضة لا يزال موجودا لم يمحه الزمن، بينما هناك أندية أخرى سقطت وطواها النسيان وأصبحت من الماضي، وهنا الفرق بين النهضة وغيره. من شاهد بعد مباراة ( الخليج والرياض ) فرحة مسؤولي النهضة بالصعود في المنصة وفرحة جماهيرهم ودموعهم وحالة الاغماء التي أصابت البعض منهم يعرف ان حب النهضة عند هؤلاء ليس له حدود. هؤلاء هم النهضاويون الزمن يمضي، لكنه لا يغيرهم والنكسات والصدمات تزيدهم إصرارا وقوة واليأس والتوقف عن العمل وفقد الأمل ليس في قاموسهم. إنهم تعلموا في جامعة الشهيل واي جامعة فيها تخرجوا ؟ درسوا البكالوريوس في (الأمل والطموح والإرادة) وأكملوا في هذه الجامعة الماجستير في (حب الشعار ) وأخذوا الدكتوراة في (الصبر ). يسقطون في كل موسم وينهضون أكثر قوة، لأنهم تعاهدوا على ان يعيدوا هذا ( المارد ) الى مكانه وهم رجال اذا وعدوا أوفوا واذا تقدموا لا يتراجعون. إنهم تلاميذ الرئيس. عندما نذكر النهضة فاننا أمام ناد لديه تاريخ كبير وعريق قدم نجوما لن تنسى واعذروني لن أذكر أسماء خوفا من ان يسقط نجم من ذاكرتي، فنسيان النجوم خطأ كبير لا ينفع معه الاعتذار. يوم الخميس كان يوما تاريخيا. لقد تحول جميع الأحاديث في كل مكان في ذاك اليوم عن صعود النهضة والحديث الأكبر بالتأكيد عن عودة دربي المنطقة الشرقية بين (الاتفاق والنهضة) ومن منكم ينسى أيام الدربي في الزمن الجميل. عندما تذهب يوما لمشاهدة مباراة للنهضة تجد الجماهير من (كبار السن) حاضرين في كل مباراة وتسأل نفسك سؤالا: لماذا هم يحضرون؟ ألم يتعبوا من الانتظار ؟ إلا زال لديهم أمل العودة ؟ وتأتي الاجابة بأنهم يعشقون الفريق بجنون. تعلموا من جماهير النهضة (الحب والصبر) فأندية كثيرة هبطت ولم تعد وجماهير هذه الفرق شجعوا أندية أخرى إلا جماهير النهضة مازالوا نهضاويين فأي حب هذا الذي غرسه النهضة في عشاقه ومحبيه؟ وكيف استطاع ان يبقيه طوال هذه السنين؟ اعذروني أحيانا اشك في انه سحر وليس عشقا. ان تصعد كفريق وبعد غياب طويل لا شك في انه انجاز كبير وله طعم مختلف ، لأنه جاء بعد صبر السنين، لكن السؤال الأهم: ماذا بعد الصعود؟ وما هدفك المقبل ؟ وكيف تستطيع ان تحققه؟ من حق النهضاويين أن يفرحوا ويحتفلوا بعودة ماردهم وهو حق مشروع ومن حق الجميع ان يشاركهم الفرح، لكن يجب التفكير في المرحلة المقبلة حتى لا يعود المارد من حيث أتى. يجب ان يبدأ النهضاويون العمل بالتعاقد مع (جهاز فني) اذا لم يستمر الجهاز الحالي، وكذلك أربعه لاعبين أجانب مميزين ولاعبين محليين وإقامة معسكر إعداد للفريق وأمور كثيرة. هناك لاعبون خدموا النهضة ويملكون فكرا راقيا وليس عيبا ان تتم الاستعانة بهم وسماع آرائهم للمرحلة المقبلة على ان تكون هناك دراسة جيدة من جميع الجوانب ووضع التصورات والمقترحات والعمل بشكل جدي بعيدا عن العواطف والمجاملات.
أخيرا ... شكرا لجميع لاعبي الفريق على ما قدموه من جهد وتعب ولمدرب الفريق ومساعديه وللجهازين الإداري والطبي، ولكل من أعاد البسمة الى شفاه كل نهضاوي.