طالب رجال أعمال ومستثمرون عقاريون بملاحقة من يقوم بتحميل الرمال من المخططات والأراضي المطورة مشيرين إلى أن هذه الظاهرة استفحلت في الفترة الأخيرة في ظل التساهل وغياب الرادع، ومشددين على أن ما يقوم به هؤلاء يعتبر سرقة لأنه يحدث بدون رضا أصحاب المخططات والأراضي المستهدفة، تجريف أراضي المخططات يشوّه التربة ويعرض صاحبها للخسائر (اليوم) كما أن الملاك كانوا قد صرفوا مبالغ طائلة على جلب الرمال وتطوير الأراضي ومن شأن السحب الجائر للرمال الإضرار بالبيئة حيث يتم تجريف الأرض ويجعلها عرضة للاختلالات، فضلا عن تكبيد أصحابها خسائر باهظة تتمثل في تكاليف تطوير الأرض. ودعا المستثمرون إلى تطبيق الأنظمة بشكل صارم لافتين إلى أن المملكة لا تعاني من قصور في هذا المجال ولكن القصور يتمثل في التطبيق. اعتداء سافر ويرى رجل الأعمال والمستثمر عبد الرحمن الجريسي أن أخذ الرمال من أراضي الدولة أو أراضي ومخططات القطاع الخاص بدون إذن تعتبر سرقة، بالإضافة إلى كونها تؤثر على شكل ومنظر الأراضي وتمثل اعتداء على البيئة حيث يتم تجريف التربة، كما أن بعض المخططات التي يسرق منها الرمال هي أصلا أراض مطورة تم دفع عشرات أو مئات الملايين لتطويرها، ومن شأن السرقات الجائرة للرمال أن تعيد هذه المخططات إلى المربع الأول لتحتاج إلى إعادة التطوير من جديد ويمثل ذلك خسارة كبيرة للملاك وهم ليس لهم ذنب في تحمل المزيد من الخسائر. ودعا الجريسي الجهات المسئولة الى التعامل بحزم مع كل من يقوم بسرقة الرمال من أراضي الغير أو أخذها بدون علم منهم مشيرا إلى أن الدولة خصصت مواقع مفتوحة في كل المناطق لتحميل الرمال منها مجانا وهي مناطق تضم جبالا من الرمال التي يمكن لهؤلاء استغلالها بدلا من سرقة الرمال من الأراضي والمخططات فقط لأنها أقرب من المواقع المفتوحة للتحميل. tالتساهل في تطبيق القوانين وراء استفحال الظاهرةأموال طائلة أما المستثمر العقاري وعضو اللجنة العقارية بغرفة الشرقية محمد سعيد آل مسبل فأكد من جانبه أن سرقة لارمال من الأراضي والمخططات هي اعتداء على حقوق أصحاب الأراضي الذين يملكون بحسب نظام الدولة الأرض بما فوقها وما تحتها، ولا يحق لأي كان التعدي على أي شيء إلا بإذنهم وهذا يتعلق أيضا بالرمال التي تحويها، لأن الرمال في بعض المخططات عملة نادرة ويدفع الملاك أموالا طائلة لجلبها إلى المخطط أو الأرض، فكيف يأتي آخرون وبكل سهولة بأخذ هذه الرمال، إنها مسألة تحتاج إلى حسم وعدم تساهل لأن التساهل يغري الكثيرين لاتباع نفس الأسلوب. وأشار آل مسبل إلى أن أنظمة الدولة حاسمة في هذا المجال ولكن المشكلة في التساهل في التطبيق من قبل بعض المسئولين التنفيذيين وهذا غير مناسب، لأن في ذلك ضياع حقوق أصحاب الأراضي الذين دفعوا الكثير من أجل تطوير أراضيهم التي تعرض رمالها للسرقة. مخططات منخفضة أما المستثمر العقاري خالد محمد الكاف فشدد على ضرورة التعامل بحزم مع من يسرق الرمال في وضح النهار، مشيرا إلى أن عددا من المخططات التي يمتلكها أو يساهم في ملكيتها تم الاعتداء على الرمال فيها وبعض هذه المخططات اضطررنا إلى جلب كميات كبيرة من الرمال لتعويض الكميات التي سرقت، مشيرا إلى أن المشكلة أن بعض المخططات بطبيعتها منخفضة وتحتاج إلى كميات كبيرة من الرمال لمساواتها بالشوارع المحيطة مثلا وبعض المخططات الأخرى فيها ارتفاعات وانخفاضات وتحتاج هي الأخرى إلى تسوية للأرض قد تتطلب جذب كميات كبيرة من الرمال. يضيف الكاف: معظم سرقات الرمال في المنطقة الشرقية تتم في مخططات غرب الدمام كضاحية الملك فهد والمخططات القريبة من مطار الملك فهد وكذلك العزيزية، ولابد لإيقاف هذه السرقات من تطبيق النظام بشكل صارم وليس بالتمييع كما يحصل من بعض المسئولين بدعوى أن من قام بارتكاب المخالفة لا يعلم بأنه يأخذ الرمل من مخطط أو أن الأرض هي ملك لله، نعم الأرض ومن عليها لله ولكن هذه الأرض امتلكها وفق النظام ولو بررنا المخالفات بكلمة «الأرض هي ملك الله» لأصبح الأمر عبارة عن فوضى. تشويه للمخطط ويتفق مع هذا الرأي أيضا عبد الله إبراهيم الدامغ الذي يرى أن سرقة الرمال ظاهرة استفحلت بغياب التصرف الحازم معها، وكما نعلم فإن تصدير الرمل إلى الدول المجاورة تم منعه نظرا لتأثيرة الكبير على التربة ويعتبر التصدير مخالفة، وأعتقد أن أخذ الرمال من مخطط جاهز لا يقل عنه مخالفة خاصة إذا كان أصحاب المخطط لا يعلمون ولا يأذنون لمن يقوم بأخذ الرمل، والواقع أن أي أرض تحتاج إلى كميات هائلة من الرمل بخلاف الكميات الموجودة بشكل طبيعي خصوصا في بعض المخططات ذات التربة الجبلية أو المنخفضة والتي توجد بها ارتفاعات وانخفاضات كبيرة، فكيف يكون الحال إذا أخذت كميات كبيرة من الرمل منها ؟؟ إنه أمر يستدعي استنفارا لأن بعض السرقات للرمل تعمل على تشويه كامل للمخطط أو الأرض، يكبد أصحابها خسائر لا قبل لهم بها. تقصير واضح وأما المستثمر عبد اللطيف النمر والذي يمتلك عددا من المخططات في الدمام والخبر والجبيل فيشير إلى أن بعض من يقوم بتحميل الرمل من المخططات لا يستجيب لك عندما تقول له عن المخطط: هو عبارة عن أراض مملوكة لا يجوز لك أن تأخذ الرمال منها لأنك تقوم بتشويه شكل المخطط، حيث يجيبك «افعل ما بدا لك» فالأرض لا تملكها أنت وإنما أنت مخلف عليها والرمل هو ملك لحميع المواطنين، وبالطبع لا تستطيع التفاهم مع مثل هذه العقليات، وكيف تستطيع إقناعه أنك صرفت مبالغ كبيرة على تطوير الأرض.