الأمر في طرقنا وشوارعنا لم يعد فقط مخالفات واستهتارا وسرعة قاتلة، بل أكثر من ذلك أصبح يعكس قلة حياء خالية من الذوق والأخلاق واحترام حقوق الآخرين. وهذا يحدث، بالمناسبة، من الكبار قبل الصغار، فأنت ترى رجلا تجاوز الأربعين أو إقترب من الخمسين يرتكب (رونغ سايد) عيني عينك وإذا إعترضت عليه تلقيت واحدة من ثلاث: تفله أو شتيمة أو ذلك (الإصبع) الشهير عند ربعنا!! وعلى هذا لم تعد المسألة مسألة مراهقين نجد لهم الأعذار ومبررات السن (الطائشة)، التي نعرف أن لها أحكامها وتصرفاتها وما قد ينتابها من قلة التربية وتقصير الأسرة والمدرسة في تهذيب سلوكها، لكي تفهم أن الطريق العام حق مشترك يخضع لقوانين ويدل على أخلاق من يسلكه أو يتعامل مع مرتاديه. وقد يبدو، بعد أن غصت شوارعنا بقلة الأدب العامة والعارمة، أن لدينا في هذه الأيام مشكلة نفسية لا يُستثنى منها أحد وتتساوى فيها كل الأعمار، حيث يجد الناس متنفسا من (احتقاناتهم) المادية والاجتماعية بممارسة عدوان الشوارع في وضح النهار، خاصة وأن هذه الشوارع ليست عليها رقابة صارمة كتلك التي تراقب، على سبيل المثال، شوارع (تويتر) لترصد نصوص المغردين تجاه أي أمر من الأمور. الشارع مفتوح وجهاز المرور غائب ويائس والتربية قاصرة ومقصرة والناس محتقنون من كل شيء وفي كل اتجاه، والثمن، إذا، أن يحمل كل مواطن سلاح السيارات ليعتدي به على مواطن آخر يحتج على مخالفاته وقلة أدبه وحيائه.. أليس في كل سيارة الآن (عجرا) أو عقال مفتول استعدادا للقتال المروري؟ الأمر خطير لكننا نستهين به ونتركه يتفاقم ليزيد قتلانا وجرحانا ومعوقينا وقلة ذوقنا.!! تويتر: @ma_alosaimi