في بداية هذا الاسبوع وتحديدا في الصباح بينما كنت أمتطي صهوة سيارتي متجها إلى عملي كنت أستمع إلى الراديو مع أني لا أفعل ذلك غالبا وذلك بسبب المناظر الجميلة والخلابة التي أصادفها أمامي كل صباح والتي من الواجب علي أن أعطيها كل انتباهي ولا أنشغل عنها من ازدحام للسيارات وتحويلات متشابكة وطرق مترهلة وانلطاع عند الاشارات , المهم وحتى «ما أطوّل عليكم» بعد هذا الفاصل الجميل استمعت في الراديو الى قصة رجل ايطالي صدر به حكم قضائي بالسجن ستة أشهر ولا أعلم ما هو السبب لأني لم أتابع القصة من بدايتها فالكذب خيبة , المهم أن صاحبنا الإيطالي أوكل محاميا لنقض الحكم أو على الأقل تخفيفه في أسوأ الاحتمالات وبالفعل نجح المحامي بإقناع القاضي بتخفيف الحكم ومن ثم أصدر القاضي حكما جديدا يقضي بسجن صديقنا الايطالي بنفس المدة ولكن ليس في السجن بل في بيته أي أنه حكم عليه بالإقامة الجبرية , ففرح الجميع بهذا الحكم. أحب أن أؤكد أنني لا أكيل المديح للمرأة وأتناسى أو أتجاهل الرجل , ابدا فقناعتي أن أي عمل بينهما هو عمل تكاملي لا غنى لواحد منهما عن الآخر ولكن أشرت للمرأة بحكم أن القصة كانت عنها. بعد ثلاثة أسابيع طلب الايطالي من محاميه الذهاب للقاضي لنقض الحكم!! وطلب منه نقله للسجن!! بسبب أنه لم يتحمل زوجته في البيت طوال الوقت نهائيا. بعد هذه القصة قلت في نفسي هل يُعقل أن الإيطاليّات راعيات نكد الى هالدرجة؟ ألسن في نظر الكثيرين ملكات الذوق و الأزياء والموضة في اللباس والمظهر والشعر والماكياج وأيضا في التعامل مع الرجال ؟ حينها تذكرت كثيرا من السخرية التي يتناقلها الرجال في مجتمعنا عن المرأة السعودية بانها لا تعرف الكلام الجميل والرومانسي ويصورون العلاقة الزوجية بأنها معركة دائمة وكل طرف فيها يتمنى الجحيم للآخر وان المرأة السعودية متطلبة ولاتدير منزلها ومقصرة في كثير من الحقوق. بالعودة للموضوع أعلاه , إلى كل رجل يؤمن بتلك السخرية أوجه له سؤالي البسيط .. هل تفضل السجن على الإقامة مع زوجتك ؟ أم أنك لا تعرف قيمة الشيء الا اذا فقدته ؟ لست هنا محاميا عن حقوق المرأة ولكني أؤمن بالنظرة الحيادية وعدم التعميم فكل مجتمع فيه مساوئ ومحاسن يتحملها أطراف هنا وأطراف هناك. إذا كان مجتمعنا يزخر بل ويتباهى بأن أفراده مثقفون ومتعلمون فبالتأكيد كان للمرأة دور مهم في ذلك , إن كنا نتباهى بأجيال مرت ولا تزال , منهم أطباء ومهندسون وإداريون ورياضيون واعلاميون فبالتأكيد أن للمرأة دورا في ذلك , قبل كل ذلك إن كنا ننعم بمجتمع آمن لا تصل به الجريمة إلى مستويات عالية كما تصل فيه في «إيطاليا» مثلا وأقول مثلا , فبالتأكيد أن ذلك كان جزء منه تربية امرأة صالحة حفظت زوجها وبيتها وأبناءها. قبل أن أختم أحب أن أؤكد أنني لا أكيل المديح للمرأة وأتناسى أو أتجاهل الرجل , ابدا فقناعتي أن أي عمل بينهما هو عمل تكاملي لا غنى لواحد منهما عن الآخر ولكن أشرت للمرأة بحكم أن القصة كانت عنها. أصدقائي الرجال الحلوين الشاطرين , بحكم أنكم تتشدقون بمعاملة المرأة السورية واللبنانية والامريكية ها أنا أخبركم ما فعلته المرأة الإيطالية التي لا طالما أزعجتم زوجاتكم بطلبات «الباستا» و «البيتزا» ان صاحبتها قد تدخلكم السجن , فاحمد ربك واشكر فضله عليك بأن زوجتك سعودية وليست من الإيطاليّات. بإذن الله ألقاكم الجمعة القادمة,في أمان الله. Twitter: @Majid_Alsuhaimi