منتدى الإعلام العربي في دبي والذي ينظمه نادي دبي للصحافة للسنة الثانية عشرة على التوالي، هو تظاهرة إعلامية رهيبة يجتمع فيها فطاحل الإعلام الخليجي والعربي بالشباب الإعلامي الطموح الذي يحاول أن يخطو خطاه في درب الإعلام الشائك بعض الشيء والذي ما يقع الكثير في بطون أوديته السحيقة. الخوض في مستوى التنظيم والحضور في منتدى الإعلام العربي يحتاج إلى صفحات كثيرة وذلك بشهادة كل الحضور، ولكن ما دار في ذهني هو لماذا لا يكون هناك تجمع إعلامي في كل دولة من دول الخليج بل الدول العربية كتجمع دبي؟ المراحل الانتقالية للإعلام العربي تلخصت (من وجهة نظري الشخصية) في أننا ما زلنا نعاني من بعض (البطيخ) الفاسد والذي يحاول شرعنة الإعلام بحسب مبتغاه وهواه. مما حدا بالقائمين على المنتدى أن يبدعوا ويبرزوا في اختيار أوراق العمل والحلقات النقاشية والجلسات التحاورية وكذلك المشاركون والمحاورون خصوصًا الجلسة الخاصة بلغة الضاد والتي كانت تحت عنوان لافت للنظر (مذبحة الضاد- الإعلام شريك) نعم إنها مذبحة قام بها العرب في حق لغتهم الأم يحاربونها في المدارس والأعمال من أجل لغة العصر الجديد (الإنجليزية). الخوض في مستوى التنظيم والحضور في منتدى الإعلام العربي يحتاج إلى صفحات كثيرة وذلك بشهادة كل الحضور، ولكن ما دار في ذهني هو لماذا لا يكون هناك تجمع إعلامي في كل دولة من دول الخليج بل الدول العربية كتجمع دبي؟ نحن كإعلاميين بشتى تخصصاتنا نحتاج للجلوس والحوار على طاولة واحدة، لأن الإعلام العربي في مرحلة انتقالية كبيرة خصوصًا مع أحداث الربيع (الدامي) إن صح التعبير عنه، فلا يوجد جزء من القطر العربي إلا به من الجروح ما ينفطر له القلب. نحن كمجتمع (مثقف) كما نزعم، بحاجة إلى «ميثاق شرف إعلامي» نطرد من خلاله (البطيخ الفاسد) والذي يعيش على الغوغائية في الطرح والتحليل والنقاش، كما أن هناك إعلامًا مواليًا للأنظمة الفاسدة، هناك إعلام معارض لتلك الأنظمة يخدم مصالح الشعوب المضطهدة والتي إن عاشت على فتات الخبز تكون بخير ونعمة، فالحل يمكن في الوزارات والحكومات العربية في صياغة نظام يحفظ للإعلام كينونته من هؤلاء الغوغائيين المتسلقين من الطرفين. عندما نوقشت الفكرة في أروقة المنتدى من بعض الإعلاميين، لقيت ترحيبًا من الكثير وصدًا من البعض حيث إنهم الصادون وبحسب قولهم إن ميثاق الشرف سيقيد الحريات الإعلامية التي نعيشها، والحقيقة على العكس من ذلك تمامًا، فميثاق الشرف سيعطينا مساحة الحرية الكافية التي نستطيع من خلالها التحرك بأريحية، فمن حقنا ومن حق مجتمعاتنا أن تعرف مالنا وما علينا من حقوق، فهل سنجد آذانًا صاغية تصيغ هذا الميثاق الشرفي؟