سيكون هذا الموضوع في عددين لأهمية ما أصدره خادم الحرمين الشريفين من قرارات تدعم السكن والإسكان في المملكة فقد كان قرار خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بإنشاء وزارة الإسكان تاريخياً لأنه يرتبط بقضية ذات علاقة بمشكلة السكن الذي يؤرق نسبة تصل إلى حوالي 78 في المائة من المواطنين المحتاجين للسكن، حيث تصل نسبة المواطنين الذين يملكون سكناً حوالي 22 في المائة. ويزيد قرار خادم الحرمين الشريفين تأثيراً في حياة المواطن قراره الحكيم بإنشاء 500 ألف وحدة سكنية بشكل سريع لتلبية إحتياجات المواطنين. بلا شك سيكون لقرار خادم الحرمين الشريفين بإنشاء 500 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود تأثيرات إيجابية على سوق مواد البناء في الحديد والإسمنت والمواد الكهربائية ومواد التكييف وغيرها من مستلزمات التشييد والبناء في المملكة. أتوقع أن تقوم وزارة الإسكان بتوزيع الوحدات السكنية حسب الحاجة والكثافة السكانية مما يخفف من التأثير السلبي على منطقة بعينها أما العقارات السكنية في بعض المناطق والأحياء ذات الدخل المحدود فإنها ستتأثر سلباً على أثر قرار خادم الحرمين الشريفين لإنشاء 500 ألف وحدة سكنية في مختلف مناطق المملكة لأن الأراضي المخصصة لها ستكون من الدولة مما يؤثر على طلب العقارات السكنية فيها لأن المعروض منها سيكون أكثر من المطلوب. وهذا التأثير السلبي متوقع منذ أكثر من ثلاثة أعوام بسبب ما يشهده سوق العقارات في المملكة من ركود، حيث لا مشتري بأسعار عالية ولا نية للبيع بأسعار منخفضة. وقد زاد الغموض حول الرهن العقاري من تخوف المستثمرين في سوق العقارات في المملكة مما يساهم في تراجع أسعار العقارات السكنية لذوي الدخل المحدود. وسيكون لتوزيع الوحدات السكنية في المملكة الأثر الكبير في نمو أو ركود سوق العقارات الموجهة لذوي الدخل المحدود، لكنني أتوقع أن تقوم وزارة الإسكان بتوزيع الوحدات السكنية حسب الحاجة والكثافة السكانية مما يخفف من التأثير السلبي على منطقة بعينها. وستتأثر المخططات العقارية السكنية سلباً في تلك المناطق المشمولة بالوحدات السكنية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لأن الطلب على الأراضي من ذوي الدخل المحدود سيتراجع، بل سيحاول الكثير من المستثمرين في العقارات الموجهة لذوي الدخل المحدود بيعها بسعر السوق، وربما بخسارة لأنهم لا يتحملون ربط أموالهم في عقارات يتراجع الطلب عليها لفترة قد تزيد عن خمس سنوات. وسأكمل هذا الموضوع في العدد القادم إن شاء الله. [email protected]