سعيدٌ بانتفاضة أمانة الرياض على المطاعم، والفال لنا شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً. اليوم نتحدث عن المخلفات، فقبل أيام حدثني أحد الاصدقاء أن لدينا وزارة الشئون البلدية والقروية إدارة عامة للنظافة. أتساءل من المسئول عن نظافة مدننا وقرانا الأمانات والبلديات أم الوزارة؟ أم أن هناك أدوارا مشتركة ومتكاملة كأن تتابع الامانات التنفيذ وتقوم الوزارة بالاشراف؟ أم أن الوزارة فوضت الأمر كله للأمانات والبلديات؟ لكن ثمة احتمالا آخر وهو أن الجميع فوض الأمر للمقاولين. أمر النظافة جدير بكل اهتمام، كما ندرك جميعاً. لابد من أن تكون هناك طريقة ليقيم سكان الأحياء أداء المقاول، فهم المعنيون بأدائه أما الموظفون ممن يقيمون المقاولين من خلف مكاتبهم فهم يقيمون بناء على معلومات ثانوية منقولة لهم لم يعايشوها ويبدو أن المبالغ الخرافية التي تنفق على عقود النظافة بالمدن السعودية غير كافية إذ لابد لها من إشراف على حسن التنفيذ. هل يعلم القارئ الكريم أن تكلفة عقود نظافة جدة تلامس 2 مليار ريال! وهناك مليارات أخرى كثيرة تنفق على نظافة بقية الحواضر في البلاد. المال بمفرده لن يكفي، إذ لابد من إشراف مقنن. سؤالي: كم موظف من قبل الأمانة في جدة يشرف على عقود النظافة؟ وكم موظف يشرف على سلامة تنفيذ عقود النظافة في الرياض؟ وكم موظف في أمانة المنطقة الشرقية يقوم بالاشراف على حسن تنفيذ المقاول لعقود النظافة؟ ودون استباق للاجابة، يبدو أن العدد المخصص غير كافٍ أو أنهم لا يقومون بعملهم بالكفاءة المطلوبة.. والسبب أنه وعلى الرغم من الانفاق العالي إلا أن ذلك لم يجعل مدننا نظيفة، وان وجدت حياً نظيفاً فستجد أحياءً تئن من تناثر القمامة والبقايا. وتجد مناظر مؤذية تمارس دون حسيب أو رقيب، فمن أكثر المشاهد استفزازاً عندما ينقض عمال النظافة على الحاويات ليس بقصد جمع القمامة بل لفرزها؛ الزجاج على حدة والبلاستيك بمفرده والأوراق والكراتين بمعزل..فتجمع هذه وتترك البقية! أمر عجيب، فالجميع يريد أن يتكسب فوق معاشه. تتعدد التحاليل، لكن الاشراف الحاذق والفعال هو جزء من الحل ولن أطيل فهو شبه غائب، أما الجزء الاخر فهو هيكلة عقود النظافة بان لا ينفرد أي مقاول بنظافة أي حاضرة بمفرده خصوصاً في الحواضر الرئيسية، ولابد من أن تكون هناك طريقة ليقيم سكان الأحياء أداء المقاول، فهم المعنيون بأدائه أما الموظفون ممن يقيمون المقاولين من خلف مكاتبهم فهم يقيمون بناء على معلومات ثانوية منقولة لهم لم يعايشوها. حكى لي أحدهم قصة عجيبة: ان عمال نظافة في أحد الأحياء مشغولون عن عملهم الأساس بالتكسب من فرز البقايا وبيعها وحتى لا يزعجهم المشرف عليهم (مشرف من قبل المقاول) يدفعون له مبلغاً نقدياً شهرياً.. ويبدو أن عين المشرف «مكسورة» لدرجة أن عمال التنظيف يأخذون ما له قيمة ويتركون أرتال القمامة تعبث بها الريح وتتزاحم عليها أرتال من الذباب.. يبقى الأمر كذلك حتى يبلغ الانزعاج مداه ليتصل أحدٌ بالبلدية لتنتدب موظفاً ليشخص الوضع على الطبيعة فيقرع المقاول لينتدب فرقة لتنظف الحي.. وهكذا. وما دمنا مبتلين بالكورونا والصيف القائظ يرسل لنا مراسيله فلم لا نحرص ان تكون مدننا وقرانا نظيفة ولا نكتفي بإنفاق مليارات ونظن أن الصرف هو الضمانة في حين أن حسن الأداء والصرامة كفيلان بجعل مدننا «تلق». توتير: @ihsanbuhulaiga