في البداية أقول إن جامعة الأميرة نورة ليست جامعة دراسية فقط. بل إنها مدينة جامعية متكاملة و لديها مهمات كبيرة في بناء جيل من أمهات المستقبل. و عليها مسؤوليات في تربية فتيات سيقمن في يوم من الأيام بتربية أجيال فعالة لهذا الوطن. و للأسف الشديد فلا يمر شهر إلا و يتم إتهام هذه الجامعة و منسوبيها بأنهم أدوات لتغريب المجتمع. و في الآونة الأخيرة تم تداول لغط كثير حول جامعة الأميرة نورة فيما يخص ما تجده حارسات الأمن لدى بعض الفتيات. و قبل فترة تم تداول أحاديث حول قيام الجامعة بإنشاء برك سباحة. و عندها بدأت أتساءل لماذا يتم تفتيش الطالبات أصلا. و الغريب في الأمر هو لماذا جامعاتنا توجد بها أعلى الأسوار و حراسة على الأبواب و مراقبة البوابات من أطراف أخرى مثل هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و مع ذلك نسمع ما نسمع. و هل فتياتنا اللاتي وصلن للمستوى الجامعى يتم نزع الثقة منهن بمجرد كونهن جامعيات. لدينا مئات الآلاف من الطالبات الجامعيات و نعلم أن حدوث خلل ما لدى البعض لا يعني أن كل شيء به خلل. و هذا اجحاف بحق المجتمع, لأننا في مثل هذه الحالة نقول لكل فرد من أفراد العائلة بانها لم ترب بناتها أو لا تستطيع تربيتهن. و للعلم فإن زيادة الضغط و زيادة المراقبة على الفتيات تخلق لديهن نوعا من فقدان الثقة. و تتوجس الفتاة خيفة من أهلها و أقاربها و عند ذلك تكون أحاديثها و حتى الخاصة مع فتيات من خارج محيطها أكثر من عائلتها. و للعلم ففي الأيام القليلة القادمة سيتم تخريج الآلاف من المبتعثات السعوديات في الولاياتالمتحدةالأمريكية ممن تعلمن في أرقى الجامعات في العالم و الكل يعلم أن الجامعات الأمريكية لا توجد بها أسوار عالية بل انها مفتوحة و لا توجد بها بوابات دخول مصنوعة من الفولاذ و لا يوجد شيء اسمه تفتيش و الأكثر من ذلك هو أن الدراسة مختلطة. و مع ذلك لا نسمع عن المشاكل التي نسمع عنها في جامعاتنا. فهناك يتم إعطاء الثقة للطالب و الطالبة و من ثم تكون هناك محاسبة و شفافية عالية تجعل الطالب والطالبة هم حراس أنفسهم و هم من يراقبون تصرفاتهم.... و لذلك دعوا جامعة الأميرة نورة و شأنها. @mulhim12