من يتذكر شارع الظهران ( طريق خادم الحرمين الشريفين حاليا وهو المدخل الرئيس لمدينة الخبر للقادم إليها من أي مكان في المملكة) ويقارنه بما هو عليه الآن يدرك أن المدراء التنفيذيين المعنيين بأمر الشارع بعيدون كل البعد عن مفهوم التخطيط الاستراتيجي على أسس علمية ومهنية واضحة، كان شارعا اخضر، كان ملتقى للناس. كان علامة فارقة في المنطقة الشرقية ومصدر هوية لها. أما اليوم فلا أثر لذلك ألبتة. ليس هذا الكلام من باب البكاء على الأطلال وليس لإلقاء اللوم على جهة بعينها، لكنه من باب التساؤل عن المعايير والأسس التي يعتمدها التنفيذيون في تخطيط شوارعنا ومدننا. عندما قضي على الرئة التي كانت تتنفس منها الخبروالظهران ( جزيرة شارع الظهران) كانت حجة الأمانة، آنذاك تخفيف الازدحام المروري، قاموا بتوسيع الشارع عرضا، لم تحل المشكلة. كل ما تم عمله هو زيادة عدد مسارات السير أفقيا. كان حل مشكلة الازدحام يستوجب حلا عموديا وليس أفقيا. الحيز الفراغي لشارع الظهران (يقارب عرضه مائة متر) واسع جدا. عرض رصيفه يقارب العشرة أمتار. هذا الفراغ الكبير بحاجة الى ناطحات سحاب لكي يتناسب عرض الشارع مع ارتفاع الأبنية المشرفة عليه هنا تم عمل نفق كوبري مكة وخرج علينا بحلة باهرة لم نصدق من تجاربنا في أنفاق الدمام أننا سنرى يوما مشروعا ناجحا. غير أن المشكلة لم تحل بعد. ما تم عمله هو نقل طوابير السيارات من تقاطع شارع مكة الى تقاطع شارع الملك عبدالعزيز. هنا تراكمت المشكلة عندها تم الشروع في حلها بجسر آخر. ومن المؤكد قطعا أن الأمر سيتكرر عندما يصل الطريق الى نهايته على طريق الكورنيش. ماذا أعدت الأمانة لهذا؟ لا نعلم؟ هذا هو نمط التخطيط لدينا، إنه أسلوب ترحيل المشاكل وهو أسلوب ليس بحاجة الى مقال، لكن يبدو أن التنفيذيين في الأمانة قد جعلوا منه تقليدا لهم. الحيز الفراغي لشارع الظهران (يقارب عرضه مائة متر) واسع جدا. عرض رصيفه يقارب العشرة أمتار. هذا الفراغ الكبير بحاجة الى ناطحات سحاب لكي يتناسب عرض الشارع مع ارتفاع الأبنية المشرفة عليه. ما الذي يمنع من أن يكون شارع الظهران شارعا مماثلا لشارع الشيخ زايد في دبي؟، الأجوبة معروفة سلفا، فالتشريع لا يسمح على مستوى الأمانة ووزارة التجارة والمواصلات وكل أجهزة الدولة بإحداث هذه النقلة النوعية. نتيجة لهذه التشريعات التي أكل عليها الدهر وشرب تبدو مدننا ميتة وكأنها قد بنيت في ستينات القرن الماضي. شوارعنا مهلهلة. جسورنا تبدو وكأنها مقامة على أودية في قلب الصحراء وليست أعمالا فنية داخل المدن. أين المسطحات الخضراء؟ أين ساحات المدن (مجالسها)؟ أين هو الحيز الاجتماعي في مدننا؟ أين هي الرؤية الثاقبة لمهندسينا؟ هذا هو الحصاد المر؟ ماذا عن كورنيش الخبر؟ إنه بحاجة إلى مقال خاص. أستاذ العمارة والفنون الإسلامية بجامعة الدمام