قرر الائتلاف الوطني السوري، الممثل الشرعي الوحيد لسوريا، الامتناع عن المشاركة في اجتماع أصدقاء سوريا في الأردن الأسبوع القادم. وواضح أن الائتلاف الوطني يقتنع بان اجتماعات أصدقاء سوريا لا تتمخض عنها سوى أقوال وادعاءات بدعم الشعب السوري وشعارات براقة، بينما الائتلاف يقود ثورة عزلى في مواجهة نظام مدجج بالأسلحة الفتاكة تتوارد عليه كل يوم من أصدقائه في طهران وموسكو، بينما الدول الكبرى التي تزعم أنها صديقة للشعب السوري تتلكأ وتتردد إلى درجة أنها تبدو وكأنها تبتز الثورة وقيادتها. ويبدو أن ذلك حدث بالضبط، لأن الشيخ معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الاقدم قد استقال احتجاجاً على هذا النوع من التعامل. واعترف الرئيس التركي عبدالله غول أمس بأن أصدقاء الثورة السورية يغقدون الأقوال فحسب. وموقف الائتلاف الوطني من اجتماع أصدقاء سوريا يمثل احتجاجاً على السلوك الذي تمارسه الدول الغربية بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية التي لم تقدم دعماً للثورة يوازي الدعم الذي تقدمه روسيا للنظام، ففي حين تدعم واشنطن الثورة بالخطابات الرنانة، تواصل روسيا شحن أحدث الأسلحة الفتاكة لنظام الاسد ليواصل تدمير المدن السورية وقتل السوريين وإجهاض الثورة. ويرى الائتلاف أن اجتماع أصدقاء سوريا لن يحقق أي نجاح ما دام أنه سيقتصر على تقديم الإعانات الإنسانية، بينما النظام السوري وأصدقاؤه يواصلون تنظيم مذابح يومية للسوريين، خاصة أن الإعانة الإنسانية تتحقق من المملكة ودول خليجية وعربية وغيرها، ولا تحتاج إلى عقد هذه السلسلة الطويلة من المؤتمرات. وكانت اجتماعات أصدقاء سوريا من الضعف إلى درجة أن وضعت الائتلاف الوطني في موقف محرج أمام مواطنيه وأمام نشطاء الحراك الثوري وفصائل الجيش الحر، فهي لم تنجح في حمل الدول الكبرى الصديقة على الموافقة على تسليح الثورة، ولم تنجح في الحصول على تمثيل السوريين دبلوماسياً، وبدا الائتلاف في اجتماعات الاصدقاء وكأنه جمعية إغاثة خيرية، لا مؤسسة سياسية يتعين أن تقود الثورة والشعب السوري إلى مراحل متقدمة من النجاح وتحقيق الحلم بالتحرر من نظام الأسد وفك أسر سوريا من قبضة النفوذ الأجنبي الإيراني.