تجمع ممثلون من أكثر من 40 دولة في البحرين ومياه الخليج لإجراء تدريبات بحرية تقودها الولاياتالمتحدة. وتشارك 41 دولة في التدريبات الدولية البحرية لمكافحة الألغام للتدريب على كسح الألغام وحماية الموانيء ومنشآت الطاقة في الخليج. وقال الأميرال جون ميلر قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية في مؤتمر عقد في الجفير بالبحرين: «عندما ننظر لفكرة أن لدينا نحو 40 دولة جاءت إلى هنا في وقت الظروف المالية الصعبة للمشاركة في هذه التدريبات يدل هذا على الكثير فيما يتعلق بالالتزام وفيما يتعلق بالأهمية التي أولوها للعمل الذي نحن بصدده». وأكد الأميرال ميلر أن المناورات البحرية الواسعة لا تستهدف إيران، موضحًا أن هذه التدريبات ذات طبيعة «دفاعية». وقال إن: «إيران غير مستهدفة» بهذه المناورات التي تكتسي طابعًا «دفاعيًا صرفًا». وأشار الضابط الأميركي إلى أن المناورات الجارية خاصة بمكافحة الألغام البحرية، وذلك في إطار بحث التدريبات الدولية الخاصة بمكافحة الألغام رقم 13 التي بدأت يوم 6 مايو الحالي وتستمر حتى نهاية الشهر. قال ميلر: «في كل مرة نستعين فيها بهذه التكنولوجيات.. خاصة في هذه المياه بمنطقة الخليج.. نتعلم كثيرًا بشأن القدرات الموجودة لدينا.. والتحسن الذي ربما نتطلع إليه في المستقبل.. وكيف نعد تكتيكاتنا.. وتقنياتنا وإجراءاتنا للتأكد من أننا نحصل على أعلى فائدة من هذه التكنولوجيا». كما أكد ميلر في كلمته التي ألقاها في مؤتمر مشترك مع قائد القوات البحرية بالمملكة المتحدة في مقر قيادة الأسطول الخامس الكومودور سايمون أنكونا، أن التدريبات تعد واحدة من «أكبر تدريبات الدفاع ولا تركز على أي دولة أو أي كيان». وكانت طهران قد نددت الأسبوع الماضي بهذه المناورات التي تستمر حتى نهاية الشهر، معتبرة أنها «عمل استفزازي»، ومتوعدة بإغلاق مضيق هرمز إذا تعرضت لهجوم أو تم المساس بمصالحها الحيوية. غير أن ميلر اعتبر أن المناورات «لا تشكل استفزازًا وتجري في المياه الدولية»، موضحًا أن رسالتهم تتصل بأمن الممرات البحرية وليست موجهة إلى أي بلد تحديدًا». وقال الكوموندور سايمون أنكونا من القوات البحرية الملكية البريطانية إن هذه التدريبات السنوية فرصة لتعزيز القدرات البحرية الدولية. وأضاف «ما نريده هو زيادة مجموعة المهارات في هذا الصدد والقدرة على التعاون.. وأن يستخدم العدد الأكبر من الشركاء أكبر قوة في أسرع وقت.. وأعتقد أن هذا ربما يكون الهدف الذي نسعى وراءه». وستشمل التدريبات كاسحات ألغام وسفنًا تجارية مصاحبة لها في منطقة ينظر فيها لإيران على أنها تهديد للتجارة والأمن. وفي أوائل عام 2012 هددت إيران مرارا بإغلاق مضيق هرمز الذي يمر به أغلب نفط وغاز منطقة الخليج لتصديره وسط تصاعد التوترات مع الغرب بسبب البرنامج النووي الإيراني. لكن مثل هذه التهديدات انحسرت خلال الأشهر القليلة الماضية في الوقت الذي تحاول فيه القوى العالمية حل خلافاتها مع إيران من خلال المفاوضات. ومن وسائل تعطيل الشحن عبر مضيق هرمز زرع الألغام. وستتضمن المرحلة المائية من التدريبات مشاركة 35 سفينة و18 مركبة غير مأهولة تحت البحر وعشرات من الغواصين المتخصصين في التخلص من الألغام تحت البحر. وقال ميلر: «في كل مرة نستعين فيها بهذه التكنولوجيات.. خاصة في هذه المياه بمنطقة الخليج.. نتعلم كثيرًا بشأن القدرات الموجودة لدينا.. والتحسن الذي ربما نتطلع إليه في المستقبل.. وكيف نعد تكتيكاتنا.. وتقنياتنا وإجراءاتنا للتأكد من أننا نحصل على أعلى فائدة من هذه التكنولوجيا». ومضى يقول: «استفدنا قدرًا من الدروس من تدريبات مكافحة الألغام التي أجريناها في سبتمبر 2012 ونتوقع أن نتعلم المزيد خلال هذه التدريبات.. والجزء الرئيسي من ذلك هو التمكن من التعاون حتى نتسم بالكفاءة والسلامة والفاعلية». وإلى جانب كسح الألغام وتحليق طائرات بلا طيار ستشمل تدريبات هذا العام مرافقة السفن وحماية المرافيء التي تعتمد عليها الدول المصدرة للنفط والغاز في الخليج.