تستضيف الصين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس الأسبوع الحالي لاجراء محادثات ثنائية منفصلة مع محاولتها تعزيز دورها في منطقة يعد نفوذها الدبلوماسي محدودا فيها. وستركز زيارة نتنياهو على التجارة رغم ان خبراء قالوا ايضا : من المرجح ان يناقش البرنامج النووي الايراني مع الصين، وتعارض الصين - وهي أكبر زبون للنفط الايراني وعضو دائم في مجلس الأمن الدولي - فرض عقوبات من جانب واحد على طهران مثل تلك التي فرضتها واشنطن والاتحاد الاوروبي، ودعت مرارا لاجراء محادثات لحل المواجهة بشأن البرنامج النووي الايراني، ومن المقرر ان يصل نتنياهو يوم غد الاثنين الى شنغهاي العاصمة التجارية للصين، حيث يلتقي مع رؤساء شركات، ثم يطير الى بكين بعد ذلك لاجراء محادثات مع الزعماء الصينيين، وسيصل عباس الى بكين اليوم الأحد، ولم يعرف ما اذا كان نتنياهو وعباس سيجتمعان في الصين، وقالت وزارة الخارجية الصينية : إن الصين "مستعدة لتقديم المساعدة اللازمة اذا كان لدى زعيمي فلسطين واسرائيل الرغبة في الاجتماع بالصين". وبشكل تقليدي ليس للصين دور دبلوماسي بارز في الشرق الاوسط ، لكنها حريصة على تأكيد دورها كطرف رئيس في السياسة الدولية، وحاولت - على مر السنين - التوسط في القضية الاسرائيلية الفلسطينية، لكن دون نجاح يذكر على ما يبدو. وتأتي زيارتا نتنياهو وعباس بعد شهر تقريبا من مناقشة وزير الخارجية الامريكي جون كيري وعباس استئناف محادثات السلام الاسرائيلية الفلسطينية. وقال معهد دراسات الأمن القومي، وهو معهد بحثي اسرائيلي بارز في وثيقة الخميس : إن الصين ترى ان " تعزيز علاقتها مع القدس سيكون علامة على انها تبدأ تدريجيا في امتلاك موطئ قدم في الوقت الذي توازن فيه - الى حد ما - وربما حتى تقوض النفوذ السياسي الامريكي هناك"، وفي مقابلة مع وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) قال عباس: إنه سيطلع الزعماء الصينيين على العقبات التي تعترض حاليا محادثات الفلسطينيين مع اسرائيل، لانه"يتوقع مساهمة بكين في عملية السلام المتوقفة"، ونقلت شينخوا عن عباس قوله : إنه "أمر جيد جدا ان يزور نتنياهو الصين ايضا، لانها فرصة طيبة ان يستمع الزعماء الصينيون لكلينا". وقال عباس: إنه سيحث القيادة الصينية "على استغلال علاقتها مع اسرائيل لازالة العقبات التي تعرقل الاقتصاد الفلسطيني"، ويقول مسؤولون اسرائيليون: من المتوقع ان يوقع نتنياهو على عدة اتفاقيات ثنائية مع الصين في قطاعات مثل الزراعة والمياه خلال زيارته التي تستغرق خمسة ايام بهدف تعزيز التجارة المتبادلة التي تبلغ قيمتها نحو عشرة مليارات دولار، وقال معهد دراسات الأمن القومي: إن نتنياهو سيثير ايضا قضية ايران.