دعت الصين كافة الاطراف الى "التحلي بالمرونة" لحل مشكلة الملف النووي الايراني وذلك اثناء مقابلة بين وزير الخارجية الصيني ومبعوث ايراني، بحسب بيان رسمي نشر امس. وكان وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي استقبل الخميس كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي سعيد جليلي الذي وصل الخميس الى بكين لاجراء مباحثات بشأن الملف النووي. وقال الوزير الصيني لمخاطبه، بحسب بيان نشر على موقع وزارة الخارجية الصينية على الانترنت "نحن نحث الاطراف المعنية على زيادة جهودها الدبلوماسية والتحلي بالمرونة بهدف توفير الظروف لحل مشكلة الملف النووي الايراني عبر الحوار والتفاوض". وتكرر الصين العضو الدائم العضوية في مجلس الامن وعضو مجموعة الست التي تفاوض ايران حول برنامجها النووي، بانتظام انه يتعين حل هذه المشكلة عبر الحوار مع ايران. وترفض الصين الانضمام الى دعوات لفرض عقوبات جديدة على ايران كان اطلقها الغربيون الذين يشكون في ان ايران تسعى لحيازة سلاح نووي تحت غطاء برنامجها النووي المدني في الوقت الذي لم تعد روسيا التي ظلت مترددة لفترة، تستبعد العقوبات.وروسيا هي ايضا احد اعضاء مجموعة الست مع الصين والولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا والمانيا. واكدت مندوبة الولاياتالمتحدة في الاممالمتحدة سوزان رايس الاربعاء ان الصين قبلت الدخول في "مفاوضات جدية" في الاممالمتحدة مع باقي اعضاء مجموعة الست لتبني عقوبات جديدة. ولم تؤكد بكين هذا الخبر. وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اعرب الخميس عن امله في تبني عقوبات جديدة في الاسابيع القادمة. غير ان تصريحات وزير الخارجية الصيني جاءت متطابقة مع الخط الذي تتبناه الصين حتى الان المؤيد لحل "سلمي" وتفاوضي للملف النووي الايراني. واصبحت الصين الشريك التجاري الاول لايران العام الماضي مع حجم تبادل قيمته 21,2 مليار دولار مقابل 14,4 مليار دولار قبل ثلاث سنوات فقط وبالكاد 400 مليون دولار في 1994. من جانبه اعلن امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني سعيد جليلي بان ايران والصين تعتقدان بعدم جدوى العقوبات التي تفرض على ايران.وانه خلال محادثاته في الصين توصل مع المسؤولين الصينيين ان فرض عقوبات على ايران لن تكون لها اية جدوى.وكانت الصين قد عارضت فرض عقوبات اقتصادية جديدة على ايران ولم تفلح الضغوط الامريكية عليها لتغيير موقفها من العقوبات.وزار سعيد جليلي الصين من اجل التباحث مع المسؤولين الصينيين حول الموقف الصيني من ايران وقد اشاد المسؤولون الايرانيون بالموقف الصيني المعارض لفرض عقوبات اقتصادية جديدة على ايران مؤكدين على ضرورة تعزيز العلاقات الايرانية والصينية في كافة المجالات. وقال سعيد جليلي في تصريحات في ختام زيارته للصين ومحادثاته مع المسؤولين الصينيين ان بلاده لاتزال تؤكد على تبادل اليورانيوم المخصب مع الوقود النووي العالي التخصيب على الاراضي الايرانية. الى ذلك قال البيت الابيض ان الرئيس الامريكي باراك اوباما ناقش مع الرئيس الصيني هو جين تاو في اتصال هاتفي استمر حوالي ساعة يوم الخميس المسألة الايرانية وتعهدات مجموعة العشرين لتحقيق النمو الاقتصادي. واضاف البيت الابيض قائلا في بيان اصدره بعد الاتصال الهاتفي "أكد الرئيس اوباما أهمية العمل معا لضمان أن تفي ايران بالتزاماتها الدولية." وقال البيان ان اوباما "أكد أيضا أهمية ان تنفذ الولاياتالمتحدة والصين الى جانب الاقتصادات الرئيسية الكبرى الاخرى تعهدات مجموعة العشرين التي تستهدف تحقيق نمو متوازن وتتوفر له مقومات الاستمرارية." ورحب البيت الابيض يوم الخميس بقرار الصين الانضمام الى قوى غربية في مفاوضات بشان جولة جديدة من العقوبات ضد الصين.وأشادت الولاياتالمتحدة ايضا بخطط الرئيس الصيني لحضور قمة في واشنطن بشأن الانتشار النووي في وقت لاحق من هذا الشهر.وقال البيان "رحب الرئيس اوباما بقرار الرئيس هو حضور قمة الامن النووي المقبلة التي ستكون فرصة مهمة لهما لمعالجة اهتمامها المشترك بوقف الانتشار النووي والوقاية من الارهاب النووي." واضاف البيان ان الزعيمين "ناقشا أيضا أهمية تطوير علاقة ثنائية ايجابية."