كتبت ذات يوم عن أسمراني الاتفاق .. سبحت حروفي في بحر فنه .. ونامت كلماتي على وسادة أهدافه .. وتراقصت مفرداتي على صناعة لعبه .. فهو موهبة حرمتنا منه الإصابة لبرهة من الزمن .. لكنه عاد .. والعود أحمد .. !! كان صالح بشير منذ نعومة أظفاره يركض ويسبح في البحر , وعلى رمال «السيف» كان يمرح ويداعب معشوقته مع عيال حارته .. وجهه الأسمر ينبئ عن موهبته .. فهذا اللون دائما ما يفرخ النجوم خصوصا إذا كانوا من «الدماميين» الذين يرمون حقيبة الدراسة ظهيرة كل يوم في حوش البيت أو على باب المنزل , ويسرحون بعدها على رمال السيف حتى غروب الشمس ..!! ذاك السيف صنع المواهب في فارس الدهناء على مدار 40 سنة , وموهبة الأسمراني صالح بشير واحدة من تلك المواهب التي قدمها «السيف» قبل أزقة الحارة وشوارع الحي ..!! لمَ لا ووالده خريج هذه المدرسة فقد كان مدافعا مع جيل خليل الزياني وباطوق وغيرهما , لذلك لم يقاوم قرار نجله وهو يذوب في الكرة منذ صغره فالولد سر أبيه .إلا ان الأب اختار لغة الدفاع عن الاتفاق ليكون ضمن لاعبي خط الدفاع , والابن موهبته قادته لهز الشباك . بشير بدد الصمت .. وأصبح رقما مهما على خارطة الاتفاق من جديد , بعد أن منح الثقة والفرصة , والمطلوب منه ألا يعود لرحلة العذاب «السابقة» ويثبت موهبته التي عرف عنها الكثير وهو في مقتبل العمر ..!! أحدث هذا الأسمر برقا وأهطل مطرا في الاتفاق , لكنه بقي «مكانك سر» مع المنتخب الأخضر وعاش لسنوات ما بين مد وجزر «اختيار وإبعاد» فلم يشعر بدخوله أو خروجه من الأخضر أحد ..!! ومع ناديه .. ظل في الموسمين الماضيين بعد إصابته بالرباط الصليبي أيضا «محلك سر» حتى أعتقد الجميع أنه سيلحق بالنجعي والرجا وغيرهما ممن شدوا الرحال لأندية أخرى .. لكن اسم الأسمراني وثقله لم تجعل إدارة الاتفاق تتجرأ لأخذ هذه الخطوة .. وكان الدمامي الأسمراني ينتظر الفرصة لصياغة نجوميته من جديد .. وعندما أشرك أمام الشباب الإمارتي في الدمام في دوري أبطال آسيا .. دغدغ عواطف ومشاعر محبيه بهدفين ولا أروع .. ليتنفس الصعداء من محبيه وعشاقه .. وتعود أهازيج الدماميين من جديد لأسمرهم .. وجاء لقاء الشباب السعودي في الدوري المحلي ليجدد بشير علاقته بالشباك ..!! بشير بدد الصمت .. وأصبح رقما مهما على خارطة الاتفاق من جديد , بعد أن منح الثقة والفرصة , والمطلوب منه ألا يعود لرحلة العذاب «السابقة» ويثبت موهبته التي عرف عنها الكثير وهو في مقتبل العمر ..!! نعم كان بشير شمسا قد خُبئت في الاتفاق .. لكنه حاليا قمر يضيء شمعة الانتصارات .. في دوري أبطال آسيا ..!! بشير .. نجم له كاريزما ..وله جمهور اتفاقي يفوق المواهب الجديدة الشهري وغيره .. وينبغي عليه أن يدرك هذه الحقيقة .. ويتعامل معها كحقيقة قادمة .. فهو حاليا في الاتفاق .. كالقحطاني في الهلال والجاسم في الأهلي وعبد الغني في النصر وناصر الشمراني في الشباب .. بمعنى أنه نجم «شباك» في الاتفاق .. وعليه أن يتصرف على هذا النحو دون غرور ولكن بثقة أكبر مما هو عليه في الوقت الراهن ..!! ونقول لبشير إن أوراق العمر في المستطيل الأخضر قليلة والاتفاق الآسيوي بحاجة لمستواك الذي ظهرت به في مباراة الشباب الإماراتي وبختاكور الأوزبكي في دوري أبطال آسيا ..!! الآن فقط نستطيع أن نقول إن بشير ليس لاعبا عاديا بل هو نجم كبير يصنع ويسجل , والأهم من ذلك كله أن تؤمن بأن ما تقدمه في التدريبات هو ما ستحصل عليه في المباريات .. فالجدية والمواظبة في التدريب هما الطريق للإبداع .. ألم تجرب ذلك من قبل .. ؟ تويتر @essaaljokm