أكتب عن الجنادرية، فقد عايشتها لسنوات من خلال مشاركتي في الندوات الفكرية وبعد ذلك اللجنة المتصلة بالتحضير لتلك الندوات.. وفي ذهني ان الجنادرية قد نمت عبر السنوات باعتبارها حدثاً متفرداً حول التراث الوطني. وقد كان مهرجان الجنادرية متفرداً وسباقاً عند انطلاقه، ثم أخذت التحسينات والتعديلات والزيادات تضاف له من باب التطوير. ولكن في عام من الأعوام الأخيرة يقفز لذهني سؤال: ما الهوية المتفردة التي على المهرجان الحفاظ عليها باعتبارها بصمته وعلامته المميزة؟ ما الهوية المتفردة التي على المهرجان الحفاظ عليها باعتبارها بصمته وعلامته المميزة؟ هل هي سباق الهجن أم الأوبريت أم القرية التراثية أم الندوات والمطارحات الفكرية؟ أقول كلها ما دامت تصب في تعزيز وتقوية شق «التراث الوطني» بحيث يكون بينها رابط يجعلها عناصر متكاملة. وفي هذا السياق أتابع بسؤال: ما علاقة استضافة دول أخرى، مثل فرنسا أو حتى الصين؟ هل هي سباق الهجن أم الأوبريت أم القرية التراثية أم الندوات والمطارحات الفكرية؟ أقول كلها ما دامت تصب في تعزيز وتقوية شق «التراث الوطني» بحيث يكون بينها رابط يجعلها عناصر متكاملة. وفي هذا السياق أتابع بسؤال: ما علاقة استضافة دول أخرى، مثل فرنسا أو حتى الصين؟ تراثنا الوطني تراث وثيق الصلة بماضي وإرث هذه الأرض؛ فأرضنا هذه كانت مهد الاسلام الحنيف وموطن خير البشر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي مستقر العروبة بحاضرتها وبواديها، كما أن بلدنا قارة وفيها تنوع فكري واجتماعي واقتصادي. بمعنى أن لدينا الكثير مما يمكن أن يقال ويناقش أن يعرض ويشاهد، وعليه فغني ممن يقول إن مهرجان الجنادرية يجدر به أن يكون وطنياً خالصاً يتمحور حول تراث بلدنا ولا نتوسع إلا بالقدر الذي يعزز هذه الفكرة «التراث الوطني»، باعتبار أن ذلك هو ما يجعل هذا المهرجان السنوي يزداد عمقاً في أنشطته الفكرية الثقافية وفي سبر أعماق الإرث الذي تزخر به المملكة من أقصاها إلى أقصاها.. وهكذا، فلماذا لا يبدأ مهرجان الجنادرية من العام القادم الاحتفاء بالتنوع الثقافي والفكري والاجتماعي والاقتصادي في جنبات المملكة؛ بأن تخصص الندوة الفكرية لتناول تلك الجوانب في منطقة أو حاضرة من حواضر المملكة في سبيل إبرازها وتوثيق ذلك من خلال بحوث تلقى في الندوة الفكرية وأنشطة فلكورية وعرض للمنتجات التقليدية؟ قد يعتبر أحدٌ أن ما أقوله هو انكفاء إلى الداخل، لكن الأمر ليس كذلك بقدر أن للمهرجان طابعا مميزا، علينا أن نتعمق في معطياته عاماً بعد عام، فالقصد والمحور في المهرجان هو تراثنا الوطني وبذلك يكتسب المهرجان تفرده عالمياً، ولا يعني ذلك الانكفاء بل يعني أن أي صلة بين ما يقدمه المهرجان والدول الأخرى يجب أن يقوم بقصد: تتبع صلات تراثنا الوطني، واستضافة الاشخاص والمؤسسات والدول احتفاءً بتراثنا الوطني ولتعريفهم به، فما زلت أذكر الانبهار على محيا أصدقاء لي قدموا من الخارج وهم يشاهدون سباق الابل في الجنادرية، كانت تجربة فريدة تحدثوا عنها فيما بعد لسنوات. توتير: @ihsanbuhulaiga