كانت تداولات الأسبوع الماضي الأضعف منذ نوفمبر الماضي , حيث فقد المؤشر العام جميع مكاسبه التي حققها على مدار شهر كامل وذلك يعود لحالة الهلع التي أصابت المتداولين جرّاء إعلان هيئة سوق المال بشأن مراجعة الصفقات التي تمت على أسهم تهامة وشمس والهندية للتأمين «وفا « , وقد طالت التراجعات الأسهم المضاربية والاستثمارية على حدِ سواء. أهم الأحداث العالمية كان حديث الساعة خلال الأسبوع المنصرم هو تراجع الذهب لأدنى مستوى لها خلال عامين , حيث وصلت أسعار الذهب خلال الأسبوع الماضي لأدنى مستوياتها عند 1.321$ للأوقية , وقد كان أزمة قبرص هي المسمار الأخير في نعش المعدن الأصفر , فقد أعلنت الحكومة القبرصية حزمة من الإجراءات التقشفية والتي تهدف إلى توفير 16 مليار يورو لتغطية الالتزامات المالية التي عليها بعد أن تعهد الاتحاد الأوروبي بإقراض أصغر دولة في الاتحاد حوالي 10 مليارات يورو , وقد كان من تلك الاجراءات المتخذة بيع احتياطيات الدولة المدينة من الذهب , وقد كان لذلك الخبر الأثر الأكبر في تراجعات الأسبوع الماضي. ومن المتوقع أن يقلّص الذهب جزءاً من خسائره ليعاود الارتفاع حتى مقاومات 1.435$ ثم 1.505$ على التوالي , أما عند كسر قاع 1.321$ فذلك يعني التوجه لتسجيل قاع تاريخي جديد عند مناطق 1.290$ للأوقية. أما أسعار النفط فلم تكن بأحسن حالاً من سابقه , فقد تراجع خام وست تكساس من مستويات 91 $ للبرميل حتى مناطق 85.90 $ وهذا التراجع يُعد أمراً جوهرياً من وجهة نظر التحليل الفني وذلك لتأكيده لنموذج سلبي قد يقود أسعار الخام إلى مناطق 72 $ مروراً بدعم 75.25 $ مما قد يؤثر سلباً على دول الخليج التي احتاطت لمثل هذه التقلبات مسبقاً بوضع ميزانياتها على أساس سعر البرميل 65 $ تقريباً وهذا يقل كثيراً عن ميزانيات العام السابق والذي كانت ميزانية الامارات مثلاً على أساس سعر 85 $ للبرميل . أهم الأحداث المحلية أعلنت هيئة السوق عن صدور قرارها المتضمن الموافقة على طلب شركة أنعام زيادة رأس مالها من 196 مليون ريال إلى (215,600,000) ريال وذلك بمنح سهم مجاني مقابل كل (10) أسهم , وتقتصر المنحة على ملاك الأسهم المقيدين في نهاية تداول يوم انعقاد الجمعية العامة غير العادية الذي سوف يحدد مجلس إدارة الشركة تاريخه في وقت لاحق. كما أعلن بنك الجزيرة عن موافقة هيئة السوق المالية على طرح أسهم شركة «الجزيرة تكافل تعاوني» للاكتتاب العام. وستمارس شركة الجزيرة تكافل تعاوني نشاطها في السوق المحلي برأس مال قدره 350 مليون ريال سعودي. وتبلغ ملكية بنك الجزيرة المباشرة 30 % من أسهم الشركة , حيث سيتم طرح 10,5 مليون سهم من رأس مال الشركة، بقيمة أسمية «10» ريالات للسهم الواحد ، تمثل ما نسبته 30% من رأس مال الشركة الجديدة للاكتتاب العام . في المقابل أعلنت شركة بدجت عن توزيع أرباح سنوية بواقع 2.1 ريال للسهم الواحد , كما وافقت الشركة السعودية للكهرباء على توزيع أرباح سنوية بواقع 0.70 هللة عن السهم الواحد. التحليل الفني من الملاحظ على الرسم البياني للمؤشر العام نجد أنه تمكن من الثبات فوق دعم 7030 بالرغم من الصدمات التي توالت عليه خلال الأسبوع الماضي من الإعلان المشهور من قبل هيئة سوق المال إلى تراجع أسعار النفط والذهب في السوق الدولية إلا أن المؤشر العام أثبت أنه لا زال في إطار السيناريو الإيجابي والذي يرجحه الكثير من المحللين , لكن لابد من العودة فوق مستويات 7.200 نقطة حتى تعود الثقة إلى المستثمرين وهذا ما اتوقعه شخصياً بدليل تراجع السيولة بشكل كبير خلال موجة هبوط الأسبوع الماضي . أما كسر دعم 7030 نقطة فذلك قد يقود السوق إلى كسر الدعم النفسي عند 7000 نقطة والذي وإن حدث قد يشكل ضغطاً كبيراً على أداء السوق بشكل عام. أما من حيث أداء القطاعات فنجد أن قطاع الصناعات البتروكيماوية كان أكثر القطاعات القيادية ضغطاً على أداء المؤشر العام وذلك بفعل توزيع سابك لثلاثة ريالات كأرباح نصف سنوية عن العام 2012م , ويبدو أن القطاع سيستمر بالتراجع حتى دعم 5.780 نقطة والذي سيكون صمام أمان القطاع خلال الأيام القليلة القادمة. من جهة أخرى نجد أن قطاع المصارف تمكن من الارتداد من القاع السابق عند 14.850 نقطة ليعطي إشارة إيجابية بقيادته السوق خلال هذا الأسبوع نحو الصعود وتعويض جزء من خسائر الأسبوع الماضي ويتأكد هذا الأمر بتخطي مقاومة 15.200 نقطة . أما من حيث القطاعات الإيجابية لهذا الأسبوع فأرشح أن تحتوي هذه القائمة على قطاع الاسمنت والطاقة والاستثمار المتعدد والاستثمار الصناعي والتطوير العقاري والنقل . في المقابل أرى أن قائمة القطاعات السلبية لهذا الأسبوع سيكون من ضمنها قطاع التجزئة والزراعة والاتصالات والتأمين والتشييد والبناء والاعلام والفنادق والسياحة . محلل أسواق مال Tweeter: @DAM_UNITED