ما الذي يفعله العرب بأوطانهم وهم أكثر الشعوب تغنياً بأمجادها وقيمها وأكثر الشعوب حباً لظلالها وأنهارها وشدو طيورها. كيف تتوافق الأقوال مع الأفعال؟!! أكل هذا هذر (طولت خطبه) لا فائدة ترجى منه لأنه لا يصور حقيقة ولا يصادق على ايمان بقيمة الوطن مقابل الهدف الشخصي سياسياً كان أو مادياً أو دينياً. في كل شارع لبناني مشيت فيه الأسبوع الماضي برزت أمامي شوارع مصر وتونس وغيرها من أراض عربية أعرفها ولا أعرفها وبكيت بكاءً عقلياً وأنا أرى السوليدير مقفراً وقد أغلقت ثلاثة أرباع محلاته ومطاعمه بعد ان كانت طوابير الانتظار طويلة تمتد حتى ساعات الفجر!! وصعقت عندما قال أحدهم كل ما أتمناه ان أجمع رجال السياسة في هذا البلد وأضعهم في كونتينر وبه ثقب واحد وأرميه في البحر ليروا الموت أمامهم مع كل قطرة ماء تتسرب ويموتون ألف مرة كما نموت نحن كل يوم عندما نشعر بالعجز والألم على حالنا مع رغيف الخبز في الوقت الذي نرى غيرنا يقتسم الغنائم بما فيها البشر من أمثالي، البشر الذين تطحنهم تلك التفاصيل الصغيرة في قوتنا وأعمالنا عندما لا نفرح كما يجب أن يكون الفرح ونحزن إلى آخر قطرة في كأس الأحزان التي نشربها كل يوم ونرسم ابتسامة صفراء على الوجوه. كل ما أتمناه أن أجمع رجال السياسة في هذا البلد وأضعهم في كونتينر وبه ثقب واحد وأرميه في البحر ليروا الموت أمامهم مع كل قطرة ماء تتسرب ويموتون ألف مرة كما نموت نحن كل يوم عندما نشعر بالعجز والألم على حالنا مع رغيف الخبز في الوقت الذي نرى غيرنا يقتسم الغنائم بما فيها البشر من أمثالي وقالت أخرى: نفتقدكم نفتقد السياح فنحن نعيش طوال عامنا من خيرات صيفنا وخيرات كل إجازة تفدون فيها إلينا هل رأيت كيف ندور على أنفسنا إذا توقفت السياحة وأغلقت المتاجر أبوابها وهمنا نبحث عن عمل جديد قد نجده وقد لا نجده!! وأراد آخر أن يناكفني ويحول الموضوع عن الإعلام إلى السياسة وبدأ يهاجمني من خلال غياب الديموقراطية عن وطني فأخذ الدكتور بدوي الشهال قيادة الحديث وهو يتميز غيظاً لأنه ممن عملوا هنا في السعودية لسنوات فقال: (وانت ان شاء الله مفكر انه عندك هون ديموقراطية؟!! ولا بمصر ولا حتى امريكا نحنا عنا هون شوية حرية واستغليناها في قلة الأدب مع قنوات تلفزيونية يخجل الرجل منا من مشاركة أبنائه في مشاهدتها نكات ماجنة وتصرفات وقحة ليست من الديوقراطية في شيء). وكان الشاب يصر على العودة للموضوع الذي اقحمه في نقاشنا بعد المحاضرة فقلت له: ستتفاجأ حين تعرف بأني مع النظام الملكي فقد أثبتت الأيام أنها الخيار الأفضل في ظل هذه الأطماع التي شوهت أراضي عربية كثيرة وبدأت تسلخها وهي حية عن الحياة. آه يا عرب يا صناع الحرف ومرددي الهتافات التي أسقطت رؤوساً ونصبت أخرى لتعيد الكرة وتضيق الخناق وتغتصب وتظلم باسم الوطن وهو منها براء. آه يا من يغتسلون بالدماء ويظنون أنه السبيل الوحيد لبناء الأوطان فيقتلون باسمه. آه يا مدنسي الدين بقبح أطماعكم وأفعالكم يا من تقتلون باسمه وتسرقون باسمه وتظلمون باسمه كم تجهلونه وكم هو غريب بينكم. آه أيها الأوطان التي تئن تحت أقدام الطغاة الذين لبسوا لباساً جديداً فصدقتهم وسقطت في قاع الباطل والأكاذيب. @amalaltoaimi