إرباك .. استغراب .. أصاب المثقفين ما جعلهم يتساءلون: لماذا تتم إقامة أكثر من مناسبة ثقافية في ثلاثة أيام من 25 الى 29 من الشهر الجاري، مؤتمر الأدباء السعوديين في المدينةالمنورة، مهرجان قس بن ساعدة في أدبي نجران، ملتقى اللغة العربية، هل لغياب التنسيق وعدم وجود أجندة مرسومة من قبل؟ وكيف باستطاعة مثقف مدعو الى أكثر من مناسبة ان ينسق ويستعد نفسيا وفكريا؟ لذلك يطالب المثقفون بان يكون هناك برنامج زمني محدد ومعلن للفعاليات والمناسبات تلتزم به المؤسسات الثقافية لجميع برامجها وليت وزارتنا تكون السابقة إلى ذلك بإعلان برامجها من بداية العام. برنامج زمني الشاعر غرم الله الصقاعي يقول جازما : إن الوزارة عندما حددت الموعد لم تنظر الى المؤسسات الأخرى وارتباطاتها وبرامجها ومنها الأندية الأدبية فكيف يتم تحديد موعد لاجتماع الأدباء، بينما نادي أدبي ينظم مهرجانه السنوي الذي بالتأكيد قد أعد له بالتنظيم والدعوات للضيوف وتأمين حجوزاتهم ومشاركاتهم معه، وكذلك تعارضه مع ملتقى اللغة العربية الذي يقام في نفس الفترة، ويتمنى الصقاعي على وزيرنا الأديب ان يتم تأجيل مؤتمر الأدباء الى وقت آخر لتتسنى للجميع المشاركة في مهرجان قس بن ساعدة وملتقى اللغة العربية خصوصا ان هناك من الأدباء من لديه أوراق يشارك بها في أحد الملتقيين، وقد تلقى الدعوة للمشاركة والحضور، ويختم الصقاعي بقوله : نتمنى ان يكون هناك برنامج زمني محدد ومعلن للفعاليات والمناسبات تلتزم به المؤسسات الثقافية لجميع برامجها وليت وزارتنا تكون السابقة الى ذلك بإعلان برامجها من بداية العام. حالة شتات فيما يؤكد الفنان التشكيلي عبد العظيم الضامن بقوله : من الخطأ إقامة فعاليات مهمة في وقت واحد حتى لو كانت في مناطق مختلفة من المملكة ، لأن المهتمين والمشاركين والمتابعين سيكونون في حالة شتات ، علاوة على ذلك فان المدعوين سيخسرون مناسبة لن يتمكنوا من حضورها ، خاصة إذا كنا نعلم بأن المدعوين هم دائماً أسماء ثابتة لا تتغير. أسماء ثابتة وتطرح الشاعرة اعتدال ذكر الله جانبا آخر في المناسبات الثقافية وهو تكرار الأسماء في الفعاليات الثقافية : أسماء ثابتة لا تتغير الذين لهم فاعلية ناهضة وحِراك ثقافي ظاهر وجودهم مهم في مثل تلك الفعاليات كالدكتور عالي القرشي والدكتورة أميرة كشغري والروائي عبده خال وقس على ذلك هناك شخصيات ثرية جدا وجودهم يثري الفعالية وإن كان حضورهم متكررا فما المانع؟ وهناك شخصيات محسوبة على الدعوات فقط حضورهم وعدمه سيان، وهناك من يتشدق بالحضور ويرهق كرامته في شحادة الدعوات واستدرار المسؤولين والتسكع في ردهاتهم، وهناك من تتشرف الوزارة باستدعائهم وتفرح لتلبيتهم دعوتها. المثقف والإبداع بكل صراحة يقول الشاعر مسفر العدواني: الحقيقة أن الإشكالية الكبيرة التي يعاني منها المثقف هي عدم التنسيق المسبق لمثل هذه المناسبات الثقافية الممتدة في السعودية، وهذا طبعاً يعود إلى أن الوزارة لا تلقي لهذا الأمر بالاً مع العلم بأن هذه المناسبات تصب في مصلحتها فكان من الأجدر والأجدى للوزارة أن تضع جدولاً لهذه المناسبات وتكون المدة الزمنية لا تقل عن 15 يوما بينها. ويضيف العدواني: أما المثقف فمع هذه المعمعة والتقارب الزمني لا يستطيع أن يبدع أو يقدم ما يرضي نفسه قبل الجميع مع أن أغلب المثقفين حاضري المناسبات لم يأت إلا نزهة ولم يقدم شيئاً..! فهو إما نائماً أو في بهو الفندق يتحدث مع الأصدقاء، ولي وجهة نظر في هذه الملتقيات والمناسبات وهي أن نفس الوجوه المعروفة على المشهد الثقافي هي نفسها الحاضرة هنا وهناك ولم يتركوا المجال للمبدعين الآخرين الأكثر جمالاً والأندية الأدبية تتحمل المسؤولية الكاملة في هذا الوضع .. فكم من مبدع أحبطه تكرار هذه الأسماء. عدم الاستفادة فيما يقول سكرتير جائزة الشاعر محمد الثبيتي في نادي الطائف الأدبي الثقافي أمين العصري: للأسف الشديد تضارب مواعيد هذه المناسبات بالتأكيد تشتيت للجهود وظلم إعلامي لمناسبة على حساب مناسبة أخرى وحرق لها وغياب كامل وواضح للتنسيق ما من شأنه تشتيت المتابع والمثقف وركاكة أغلب هذه المناسبات وعدم الاستفادة منها كما ينبغي. مشكلة الأسماء المكررة ويؤكد الكاتب والمسرحي ابراهيم الحارثي بقوله : المؤسسة الثقافية باتت عرجاء لا تسير على خط مستقيم وبشكل ثابت، قامت أولا بتأجيل مناسبة ملتقى الأدباء السعوديين لتزامنه مع موعد مهرجان الجنادرية وليتسنى حضور عدد كبير من الباحثين والمهتمين لهذا الملتقى، والآن يتزامن مهرجان القس بن ساعدة - الذي يقيمه نادي نجران الأدبي - مع ذات الملتقى ولو كانت المساحة الفاصلة يومين، لكنها ليست كافية لحضور المهتمين ومشاركتهم بشكل ايجابي في كلتا المناسبتين. وعن المناسبات المتداخلة يقول الحارثي: البرامج أصبحت متداخلة وغير مرتبة وإن كانت المنطقتان «نجرانوالمدينةالمنورة « تحتاجان لتوافد الكثير من المهتمين والأدباء والباحثين حتى تجني هذه الملتقيات ثمار جهدها وليتسنى للأسماء البارزة في الشأن الثقافي أن تشارك هنا وهناك، والتساؤل المطروح : هل من الممكن أن نشاهد نفس الأسماء «تتكرر» في المناسبتين؟.