جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : إن الإيمان يتأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى وجارها – هذه المدينة التي شرفها الله بهجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تسمى (يثرب) والسلطة فيها خاضعة لقبيلتي الأوس والخزرج وأحلافهما منذ وطأت (القصواء أو الوضباء) بأخفافها تراب هذه المدينة المباركة التي أصبحت منزلاً لرسول الله ومنطلقاً لنشر الدين الإسلامي الى جميع أنحاء المعمورة كما أشار إلى ذلك صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل يوم تدشين المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية وعد سموه فضائل طيبة الطيبة الجمة من أهمها أنها حرم آمن كما في الحديث الشريف (ما بين لابتيها – حرتيها – حرم) ودعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لأهلها بالبركة في مكيالهم وشفاعته يوم القيامة لمن صبر على لأوائها وان الملائكة تصطف على نقابها لذود الطاعون والدجال عن دخولها فهنيئاً لك طيبة الأرض والأهل ومجاورة المصطفى صلى الله عليه وسلم والآل والصحب الكرام رضي الله عنهم وبذلك علا شأنها عاصمة لدولة الإسلام التي انطلقت دعوة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم للدخول في دين الله أفواجاً. ان الملائكة تصطف على نقابها لذود الطاعون والدجال عن دخولها فهنيئاً لك طيبة الأرض والأهل ومجاورة المصطفى صلى الله عليه وسلم والآل والصحب الكرام رضي الله عنهم وبذلك علا شأنها عاصمة لدولة الإسلام التي انطلقت دعوة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم للدخول في دين الله أفواجاً.ولاشك أن ماقاله سموه ينطبق على ما خص الله سبحانه وتعالى هذه المدينة المباركة بعد أن بنى رسول الله مسجد قباء ليكون علماً من أعلام النبوة وبعد أن دخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام بنى مسجده واتخذ روضته ومنبره وحجرته – كونها المنارة التي انطلقت من انوارها دعوة التوحيد لتضيء مابين المشرق والمغرب ويصل صداها الى أقصى الأرض وما فيها من مخلوقات أراد الله لها الخير والسعادة حتى غدت عاصمة للاسلام بوجود الرسول الكريم وفيها مساجده ومنزله ومرقده ومنبره وروضته وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم ظلت عاصمة للاسلام في عهد الخلفاء الراشدين الذين أخذوا يزيدون مساحة المسجد ويعقبهم الحكام الذين جاءوا بعدهم , وانطلق منها صوت الدعوة لتكون بذلك عاصمة دينية وسياسية وثقافية وتجارية خصوصاً بعد ان أخذت القبائل التي دخلت في دين الله تتسابق في بناء المساجد ومراكز الدعوة ومدارس تعليم القرآن الذي كان ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم أولاً بأول وقد تشاور الصحابة الكرام في بدء التاريخ في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقرر أن يكون الثاني عشر من شهر ربيع الأول ليوافق بذلك مولد الرسول صلى الله عليه وسلم وهو التاريخ الذي اعتمده المسلمون حتى الآن .. ولقد يسر الله سبحانه وتعالى لعبده زيارة هذه البقعة المباركة في النصف الأخير من القرن الهجري الماضي ثلاث مرات في فترات متباعدة فكنت أرى ما تحظى به من اهتمام وإعمار من قبل ولاة الأمر وكان أهم ما نالها توسعة المسجد النبوي ليستوعب أكبر عدد من الزوار واعمار المعالم والآثار الاسلامية التي شيدها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم ثم زاد على ذلك مطبعة الملك فهد يرحمه الله للقرآن الكريم وأنني أرجو من الله الكريم ألا يحرمني من تكرار الزيارات والصلاة في روضة الرسول والسلام عليه وعلى صحابته الكرام والله على مايشاء قدير . وان ترشيحها عاصمة للثقافة الاسلامية تحمل العديد من معاني الوفاء لمقام الرسول الكريم والبقعة التي احتضنت دعوته واصبحت منارة للهدى وحفظها الله ورعاها بوجود مرقد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما وهي علامات تؤهلها لأكثر من ذلك .