هل هناك من اندهش من الدعوة إلى الجهاد التي أفتى بها مجلس الإفتاء السوري و التي أطلت عبر شاشة تلفزيون البعث الحكومي، النظام العلماني الوحيد المتبقي في المنطقة كما زعم بشار و ردد أنصاره من بقايا من ظنوا أنفسهم قوميين، رغم أن أحمد بدر الدين حسون رئيس مجلس الإفتاء آخر عضو يمكن قبوله في القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي ؟ شخصياً اعتقد أن هناك الكثير ممن اندهش. صحيح أن من اندهشوا عاصروا قبل ذلك أحداثا كان يمكن أن تنقذهم من هذه الصدمة لكن العمى الأيديولوجي يشل القدرة الذهنية على الاستنتاج و سفن العودة التي أحرقوها تمنعهم من القدرة على تبني خياراً آخر. إن يساريي العرب و قومييهم في المشرق العربي على عكس المغرب العربي باتوا من الضعف و الإنهاك و الحصار جراء مغامراتهم السياسية الفاشلة لدرجة أصبحوا معها يتوسلون حماية عدوهم الأيديولوجي المفترض، الإسلام السياسي.إن يساريي العرب و قومييهم في المشرق العربي على عكس المغرب العربي باتوا من الضعف والإنهاك و الحصار جراء مغامراتهم السياسية الفاشلة لدرجة أصبحوا معها يتوسلون حماية عدوهم الأيديولوجي المفترض، الإسلام السياسي. تمعن جيداً حين ترى حسن نصرالله يخطب في الجموع و لا تمنعك شخصيته الكاريزمية من أن تلتفت إلى من يقعد في الصف الأول متشحاً علم فلسطين على كتفيه إنه أحمد جبريل زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة ذات التوجه اليساري العلماني. وحين نعود للوراء نرى (سيف العرب) صدام القومي البعثي الاشتراكي و بعد أن اشتد عليه الحصار الغربي يتملق آل البيت و يدعي نسباً يربطه بالخميني هو الذي قتل علماء الدين بدم بارد . قبلها بسنوات رأينا بعث حافظ الأسد المقيم في سوريا يدعم نظام ولاية الفقيه الديني ضد نصفه الثاني في العراق و أتاح و لده البعثي الشاب لأكبر نظامين دينيين؛ حرس الثورة الإيراني، و حزب الله اللبناني، إدارة الصراع على معقل العلمانية الأخير! كيف يمكن تفسير ذلك؟ تفتقت ذهنية هذا الخليط من التحالف الجامع للمتناقضات على مفردة المقاومة أو الممانعة وأصبح بإمكان البعث السوري دون أن تنكشف الغلالة الخفية التي تخفي مذهبيته الضيقة، التحاف مع الأخ الأكبر في بلاد فارس و تحتها ، أي لفظة الممانعة، استساغ القوميون تنفيس الحقد القومي الفارسي في أبناء جلدتهم من عرب الشام دون أن يرف لهم جفن. و أسأل ألا يستطيع أحدٌ من هؤلاء المنظرين المتباهين الموت على مبدأ يفتح به باب فرج لمن بعده؟ @attasaad1