في حالةِ تدفّق الظنون ، و تأخّر الفهم ، وبطء الاستجابة ، وكثافة الجهل ، والانبهار بالتقنية ومحتواها .. تخبو املاءات العقل ، و يكون المرء ساعتها في حِيْرةٍ من أمره ، و تحيطه الدهشة .. فليس لديه ما يعبر عنه أو عن مُراده ، و تطوف به غربة تحبسه في تنوع الآراء ، وتجاذبات وجهات النظر.. هنا قد تأتي لدى البعض ربكة شديدة فيضيع في متاهات الغموض ، وحمى عدم الاستيعاب .. وقد تبرز لدى الآخر مهارةُ الإدراك بالتحليل ، وقدرة الذهن على استيعاب ما يحدث ، وما يقال ، وما يطرح فيكون الشخص حاضر مُستحضراً ما في رشده ، ويترتب خياله ، فيستطيع أن يقرر ما يختار من المطروح ، فلا يُسلب عقله ، ولا يُسرق قلبه.. و تويتر يعتبر نموذجا يحقق معادلة الفهم و اللافهم بين المتلقين ، والمتصفحين حيث يشكل في كثير منه وعيا مختلا بوقائع مؤطرة ، وأفكار موجهة بقصد أو غير قصد يخرج هذا الوعيُ المتلقيَ من كونه يتفاعل مع وسيلة إعلامية توعّويه إلى وسيلة تسلبه فكره ، ومن كونه وسيطا ينقل له الخبر والمتعة إلى وسيط يشوش الذهن ، و يقوّلب الحقيقة ، ويشوه الواقع ، ويصنع الكذب فيصير مؤثرا في توجيه الرأي والانقياد. هنا تقبع النتيجة الكامنة أن تويتر حرامي إن جعلناه يفكر عنّا ، أو يقول عنّا ما نريد قوله .. تويتر يجب أن يساعدنا على التفكير الايجابي والنقدي فيكون قرارنا لنا وحدنا دون تأثر به..ويجب ان ننفصل عنه في أفكارنا وتوجهاتنا لأنه مملوء بشوائب كثيرة ، ونحاول استقراء وتتبع الصحيح فلا نقول ساعتها (امسك حرامي). تويتر لم يعد مصدرا عاديا بل هو مصدر صانع فما يعد يحتاج أو يعتمد في كثير من معطياته على مصادر أخرى .. لسبب بسيط أن محتواه هو نحن وما نكتبه فيه .. حيث كان تويتر صانعا للقضايا ، ومبتكرا للموضوعات الجدلية ، ومصنعا لمواقف مبهمة لا تُقرأ إلا من خلال نصوص .. تويتر أيضا صنعته القضايا فكلما ظهرت وبرزت قضية من خلال تلك الوسيلة زاد توهجه ، و ذاع صيته فصار هذا الأمر معززا لمصدرية القضايا ومرجعيتها .. فيقول أحدهم: اطلعت على ذلك في تويتر .. أو ذكره تويتر .. تويتر صنع فوضى ليست خلاقة وإنما فوضى عابثة تكمن في تفاعل مرتبك بين المتلقي مع المرسل ، والمرسل مع المتلقي ، و فوضى فيما يحاولان بثه بينهما عبر تويتر .. ختام القول: تويتر لص خفي سرق شخصية ، و سلب ذاتية ، واستولى على فكر البعض بسهولة من خلال احتوائه على مضامين مبهرة ، ومائجة بين الصدق والكذب ، و بين الحق والباطل ، وبين الحقيقة والخيال فظن بعضهم أن تويتر ملاذ له في كل تصوراته ووجهات نظره فلم يعد يقدر على شيء إلا ان يرجع لتلك الوسيلة فيرى ما يثار فيها ويقال فيكرر ذلك بسهولة إما عبر تعليق ، أو إعادة نشر ، أو مشاركة في وسم .. هنا تقبع النتيجة الكامنة أن تويتر حرامي إن جعلناه يفكر عنّا ، أو يقول عنّا ما نريد قوله .. تويتر يجب أن يساعدنا على التفكير الايجابي والنقدي فيكون قرارنا لنا وحدنا دون تأثر به..ويجب ان ننفصل عنه في أفكارنا وتوجهاتنا لأنه مملوء بشوائب كثيرة ، ونحاول استقراء وتتبع الصحيح فلا نقول ساعتها (امسك حرامي) T: @aziz_alyousef