لا أفهم ابدا أسلوب (حرب البيانات) الذي يتم منذ سنة تقريبا بين وزارتي الإسكان والشئون البلدية والقروية حول مسئولية كل طرف من إتمام التعهدات الحكومية الخاصة ببناء 500 ألف وحدة سكنية. هذا النهج أشبه بنموذج «تقاذف الجمر»، كما انه يوحي بضعف التنسيق والتفرد في المشاريع الوطنية، متناسين أن الأمانة التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين على كاهل وزرائه لا تحتمل إلا الإنجاز والشفافية والانصياع التام للواجب الذي يقتضي مواجهة التحديات العظمى أمام الحكومة بصفوف متراصة لا تحتمل التأويل ولا المشاريع الخاصة أو المصالح الضيقة..! هذا النهج أشبه بنموذج «تقاذف الجمر»، كما انه يوحي بضعف التنسيق والتفرد في المشاريع الوطنية، متناسين أن الأمانة التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين على كاهل وزرائه لا تحتمل إلا الإنجاز والشفافية والانصياع التام للواجب تحدث منذ اسبوع وزير الإسكان الدكتور شويش الضويحي عن شح الأراضي وأن الحاجة ملحة لمزيد من الأراضي المطورة فأتاه الرد سريعا من وزارة الشؤون البلدية والقروية عن تخصيصها 238 موقعاً في جميع مناطق المملكة لوزارة الإسكان لإقامة المشروعات السكنية بمساحة إجمالية تزيد عن 169 مليون متر مربع وأنها (أي المساحات) تفوق الاحتياج الذي حددته خطة التنمية التاسعة التي تنص على استهداف «12» مليون وحدة سكنية، ولم تمض ساعات على ذلك البيان حتى جاء الرد من وزارة الإسكان بأن الاحتياج الفعلي من الأراضي المطلوبة لسد الفجوة الإسكانية في مناطق السعودية يقدر بنحو 500 مليون متر مربع، وفرت منها وزارة الشؤون البلدية قرابة 169 مليون متر مربع وتبقى 331 مليون متر مربع (أي ثلثي احتياج الوزارة) كاحتياج حقيقي للوفاء بالتزامات مشروع الإسكان. وغير بعيد عن ذلك كانت وزارة الشئون البلدية قد أعلنت في خضم الحرب الكلامية قبل شهرين من الآن أن حجم الأراضي السكنية الحالية المطورة في المملكة تبلغ 9 آلاف كيلو تكفي لاستيعاب 67 مليون ساكن، وبين هذا وذاك ضاع المواطن «المغلوب على امره « بين (كانا ومانا)...!! ولعل المتتبع لحال الوزارات في المملكة يكشف هذا التداعي لإعلان البيانات والأرقام بشكل غير مسبوق، أما انا فأؤكد لكم أن ذلك ليس مرده تلك الشفافية العالية لدى هذه الوزارة او تلك، كما انني أتقدم باقتراح عاجل لإنشاء لجنة لإصلاح ذات البين تكون مخصصة لوزارتي «الإسكان»و»وزارة الشئون البلدية والقروية» علنا ننهي هذه الحالة الكلامية الضروس بين وزارتين كنا نعتقد أنهما سيتحالفان لإنجاز أعظم مشروع إسكان في تاريخ المنطقة..وإذا بنا في ظل مسلسل الردح الغريب المليء بالأرقام والمعلومات المتداخلة والمتقاطعة نتوقف أمام ذلك اللغز الطريف «خشبة الحبس خمس خشبات وخشبة»..!! [email protected]