أرجو ألا يذهب فكركم بعيداً، فالقصد هنا أبسط بكثير من تعقيدات البيع والشراء العاطفي، والقصة أني مغرم-كبقية أفراد الشعب السعودي- بالأرز، ولا أكتمكم أني لا أتعامل إلا مع الأرز البسمتي فقط لاغير. وموضوع الأرز لا تفويض فيه، فأشتري الأرز ولا أمنح هذا الشرف العظيم لأحد سواي في الأسرة. وقد عَرَّفَني صديق مؤخراً على نوع متميز من الأرز البسمتي، وأكمل معروفه بأن أخبرني أين يباع في بقالات حاضرة الدمام. فما أن ودعته حتى بدأت البحث، ووجد ضالتي في إحدى البقالات الكبيرة (أو سوبرماركت او هيبرماركت) فأخذت كيساً صغيراً لزوم فحوصات الخبرة والجودة النوعية قبل أن يعتمد رسمياً في المنزل، وبالفعل كان الأرز المكتشف حديثاً محل ترحاب عظيم. وجربنا الرز في حالات مختلفة: مشخول، مكبوس لحم..دجاج..هامور..الخ. عدت من اجازة الربيع متشوقاً لطبقنا الوطني: الكبسة، لكن ما لبث أن أتاني الخبر: «العيش خلص، عندنا أنواع أخرى». لم أضيع أي وقت، فسارعت خارجاً لأنقذ الموقف. وبما أن الأرزالجديد قد تجاوز الاختبارات جميعاً بإمتياز فقررت أن أتبضع منه عدة أكياس، لأتمكن من «تعتيق» الأرز مما يزيد من عبقه وجودته. عدت من اجازة الربيع متشوقاً لطبقنا الوطني: الكبسة، لكن ما لبث أن أتاني الخبر: «العيش خلص، عندنا أنواع أخرى». لم أضيع أي وقت، فسارعت خارجاً لأنقذ الموقف. وبما أن الأرزالجديد قد تجاوز الاختبارات جميعاً بإمتياز فقررت أن أتبضع منه عدة أكياس، لأتمكن من «تعتيق» الأرز مما يزيد من عبقه وجودته. وفيما أنا أدفع أكياس الأرز باحثاً عن «كاشير» ، إذ بالمشرف يشير إلى الجهة البعيدة، ولم ألحظ أحداً هناك، تمعنت فإذا بسيدة جالسة قبالة الكاشير. كانت مفاجأة سارة أن فتاة مواطنة تعمل، فسألتها عن أسعار بعض الأصناف واجابت بكل ثقة. لم أتصور أن اجد فتاة تعمل هنا. ثم لمت نفسي لما لم أتوقع ذلك. أما محل السرور والحبور فهو أن سوق العمل لدينا يتغير بصورة جوهرية، فالمجتمع يجب ان يعتمد على ذاته في تلبية حاجته من الموارد البشرية العاملة (نساء ورجال) ثم يستقدم.. فاستقدام كل عامل/عاملة وافدة يكلف معاشه 2100 ريال في المتوسط شهرياً، نعم أقل تكلفة من المرأة السعودية (3900ريال) ومن الرجل السعودي (6400 ريال) لكن ما سيحصل عليه الوافدة سينضم للعشرة مليارات التي تحولها العمالة الوافدة شهرياً..وهكذا، فمن الاسراف تصدير الأموال بلا داعٍ. وأين الداعي ونحن نعاني من البطالة بين الرجال والنساء. وبالقطع لن يجبر المرأة أو الرجل للخروج من المنزل للعمل إلا الحاجة، وما دام المواطن خرج بإرادته طالباً للعمل فيجب أن يفسح له المجال واسعاً، وقبل أن نضع عقبات وموانع علينا مواجهة الذات: هل نريد الاعتماد على ذواتنا وحفظ ثرواتنا واختزان الخبرة والمعرفة والمهارة أم ماذا؟! @ihsanbuhulaiga