المخاطر التي تهدد الأجيال في أي مجتمع تتشابه وتتفاوت في تأثيراتها السلبية الضارة بمستقبلهم ومستقبل مجتمعاتهم، ولذلك لا تكتفي الدول والحكومات بمجهوداتها فقط في محاربة ومكافحة الظواهر السلبية وإنما تدعو المؤسسات المدنية للمشاركة في عملية بناء الأجيال والمجتمعات وتعزيز القيم الإيجابية في المجتمع وأفراده، لأن عملية التنشئة من التعقيد المنهجي بما يجعل من الصعوبة بمكان أن تعمل جهة واحدة مهما أوتيت من سلطات وصلاحيات وإمكانيات في السيطرة عليها والمحافظة على مسارها الصحيح، وتلك التنشئة تبدأ من الأسرة مرورا بالمدرسة ثم المجتمع وفي جميع مراحلها تتطلب شغلا علميا مدروسا حتى لا تضطرب وتنتهي بالناشئة الى نهايات مرتبكة وملتبسة. الخطر الذي استعرضه في هذا المقال يأتي من دراسة للجمعية الخيرية لمكافحة التدخين بالدمام «نقاء» تشير الى أن 39 بالمائة من طلاب المدارس مدخنون، ومن بينهم 27 بالمائة يمارسون هذه العادة السيئة من المرحلة الابتدائية فيما بدأها 53 بالمائة منهم من المرحلة المتوسطة، وهذه الأرقام في مجتمعنا المحافظ لها مؤشرات في غاية الخطورة، لأن هؤلاء الخطر الذي استعرضه في هذا المقال يأتي من دراسة للجمعية الخيرية لمكافحة التدخين بالدمام «نقاء» تشير الى أن 39 بالمائة من طلاب المدارس مدخنون، ومن بينهم 27 بالمائة يمارسون هذه العادة السيئة من المرحلة الابتدائية فيما بدأها 53 بالمائة منهم من المرحلة المتوسطة، وهذه الأرقام في مجتمعنا المحافظ لها مؤشرات في غاية الخطورة الناشئة إذا اعتادوا على ذلك منذ مراحلهم المبكرة فإنهم في الواقع مهيئون لما هو أسوأ بالوقوع في براثن المخدرات وما يليها ويتبعها من جرائم سلوكية وأخلاقية، وزيادة معدلات رفاق السوء الذين ذكروا في السنة النبوية «الصحبة» وفي الأدبيات النفسية العلمية بمصطلح «جماعة الرفاق»... وفي تقديري أن الأمر كله بدأ من بصلة فاسدة سريعة التأثير فيما حولها، ووصول النسب الى هذا المستوى المرتفع يكشف عن انهيار في الجوانب الأخلاقية والسلوكية لدى طلابنا، ولا اتصور أن طالبا في المرحلة الابتدائية واتته الجرأة للإمساك بسيجارة ليدخنها، ومن أين أتى بها؟ وكيف فكر في تدخينها؟ وما الظروف النفسية التي دفعته الى ذلك؟ وهي أسئلة كثيرة بحاجة الى جهد علمي يدرسها ويستقصيها لمعرفة الحقيقة الكامنة في تدخين طلاب لم يبلغوا الحلم وسن الرشد بعد ليؤسسوا شخصيات مشوهة ومضطربة قبل أن ينضجوا. ولا شك أن الأسرة كمؤسسة تربوية وحاضنة لأبنائها تتحمل الوزر الأكبر في تدخين صغارها بعدم الاهتمام بهم، فذلك خطره ليس على تلك الأسرة التي تحللت من مسؤولياتها الأخلاقية تجاه أبنائها ومجتمعها ووطنها وإنما على مستقبل جيل بأكمله، فالتدخين إدمان ولا يمكن التخلص منه بسهولة، وحين يتعاطاه الشخص في هذه المرحلة العمرية المبكرة فمن المؤكد أنه لن يتركه بسهولة ويمكن بعد ذلك تصور حجم الأخطاء السلوكية التي يمكن أن يقع فيها وربما تقوده الى الأسوأ باتجاه الجرائم لأن التدخين يبقي صاحبه في دائرة ونطاق رفاق السوء الذين من المؤكد أن تتطور جرأتهم لما هو أخطر باعتبارهم يدعمون بعضهم ويعززون سلوكهم الشاذ اجتماعيا. لا بد من دراسات أكثر عمقا ومتابعة لمعرفة دور مؤسسات التنشئة مثل الأسرة والمدرسة والمؤسسات المدنية في الحد من مثل هذه الظواهر السلبية التي تخترق مناعة أجيالنا وتجعلها تغرق في مستنقع التدخين وتوابعه التي ستقود ضحاياه الى مزيد من الخلل النفسي والذهني ونفقد أملنا في أجيال كنا ننتظرها معافاة وسليمة وقويمة تخدم مجتمعها ووطنها وهي يقظة ومستقيمة في نفسها وسلوكها. maaasmaaas @ : twitter