لم يكن لفيلم ستيفن سبيلبيرغ الأخير أن يحمل عنواناً بحجم (لنكولن) الذي يوحي بأننا بصدد سيرة الرئيس الأمريكي الذي حكم أمريكا من1861م إلى 1865م الذي شهدت فترة رئاسته العديد من القرارات المصيرية والمعارك السياسية التي شكلت أمريكا كما نراها الآن، القوة الوحيدة العالمية على الكرة الأرضية، لو لم تكن الفترة الزمنية التي يحكي الفيلم أحداثها التي لا تزيد على أربعة أشهر فقط من أعوام لنكولن الأربعة والخمسين هي الأعمق ارتباطاً باسمه من أي شيء آخر. حياة ابراهام لنكولن الرئيس ال « 16» لأمريكا الذي كان ينتمي لطبقة فقيرة مليئة بالصراع والعصامية لدرجة لا يمكن تصورها، وكانت قصة اغتياله التي مرت في الفيلم مرور الكرام من أكثرها غرابة وتراجيديا. رغم أن فيلم (لنكولن) يحكي قصة باتت من التاريخ، والأرشيف الوطني للولايات المتحدة يحتفظ بالنسخة الأصلية لتعديل موقعه من ابراهام لنكولن، لكن كل ذلك لن يمنعك من متابعة الفيلم وحبس أنفاسك وأنت تتابع التصويت بلا وبنعم وبالامتناع.يبدأ زمن الفيلم من يناير 1965م، وينتهي بموت الرئيس في منتصف ابريل من السنة نفسها حين استقرت رصاصات القاتل في جمجمته. في تلك الفترة وقد أوشك الجنوب على الرضوخ والدخول في الاتحاد تبدو قضية التعديل ال « 13» للدستور الذي بموجبه سيتم منع الرق في الأراضي الأمريكية أو التي يطبق عليها القانون الأمريكي الذي تبناه لنكولن في خطر، فأصوات رافضي التعديل ستتعزز بعد انضمام الولايات الجنوبية المقاومة بشراسة لتحرير الرق، لاسيما أنه كان يواجه كونجرسا متمردا حينها، ونرى لنكولن في سباق مع الزمن وأمام معضلة حقيقية؛ الإسراع في صفقة السلام وحقن دماء الشعب وتعريض مشروع منع الرق للخطر بضم ولايات الجنوب، أو تأجيل السلام إلى ما بعد إقرار التعديل الدستوري بما يعنيه ذلك من سفك لدماء أمريكية قد يكون من بينها دم ابنه روبرت (جوزف جوردن ليفيت) الذي أصر على الالتحاق بجيش الاتحاد في مواجهة الانفصاليين، فكلما تأجل السلام زاد احتمال وقوع كارثة في بيت لنكولن نفسه. خلال تلك الفترة الزمنية نرى المشهد مكتظاً بالمداولات والمفاوضات والتكتل والتكتل المضاد والتجاذبات السياسية خلف الكواليس بين أعضاء الكونجرس من أجل كسب الأصوات للتعديل الدستوري في مشهد يبرز للعيان آلية صنع القانون والتشريعات في الولاياتالمتحدةالأمريكية حتى وقتنا الحاضر. بدا لنكولن - الذي جسد شخصيته الممثل البريطاني دانيال دلويس بجدارة استحق عليها جائزة أحسن ممثل في حفل أوسكار هذه السنة - منهكاً مطأطأ الرأس وقد لخص أحد الجنرالات ذلك في قوله :»أنت الآن سيدي أكبر من العام الماضي بعشر سنين»، رغم أن فيلم (لنكولن) يحكي قصة باتت من التاريخ، والأرشيف الوطني للولايات المتحدة يحتفظ بالنسخة الأصلية لتعديل موقعه من ابراهام لنكولن، لكن كل ذلك لن يمنعك من متابعة الفيلم وحبس أنفاسك وأنت تتابع التصويت بلا وبنعم وبالامتناع وربما عددت الأصوات من فرط ما تستشعره من خطورة تلك اللحظة وكأن عقارب الساعة يمكنها حقاً أن تعود إلى الوراء. @attasaad1