عندما أطلق جاك دروسي تغريدته الأولى.. هل دار بخلده حينها أن ابتكاره الجديد "تويتر" سيحدث هذه الضجة الكبرى في عالم التواصل الاجتماعي؟ كانت بدايته العملية مع البرمجيات منذ عام 2000م عندما استبعد من الكلية بجامعة نيويورك التي سبق أن أنقل إليها من جامعة ميسوري للعلوم والتكنولوجيا، حيث اهتم في وقت مبكر من عمره بالبرمجيات، وبدأ البرمجة منذ أن كان طالبًا وعمره لم يتجاوز الخامسة عشرة، وبعد استبعاده من الكلية قبل أن ينال شهادته الجامعية أنشأ شركته الخاصة، وقد خطرت على ذهنه فكرة إنشاء موقع للتواصل الاجتماعي، وتعاون مع مدير لشركة فيديو يدعى أوديو، في تطوير فكرته الجديدة بإنشاء موقع يجمع بين السرعة والبساطة وفي رسائل فورية وبكلمات مكثفة لا تزيد على 140 كلمة، وكانت تغريدته الأولى عام 2006م بداية انطلاقة مجتمع يلمّ شمل الملايين في الكثير من أصقاع الدنيا، وبنقلهم في عالمه الافتراضي إلى أقصى درجات المعرفة والحوار والتواصل الاجتماعي، الذي اعتبره الكثيرون نعمة، بينما لا تزال قلة من الناس تحجم عن التعامل معه أو مع غيره من وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك أو اليوتيوب أو غير ذلك من الوسائل. كثيرًا ما لعب "تويتر" في الأحداث الكبرى، التي غيّرت وجه العصر الحديث، عندما أصبح بيد المغردين في السياسة والاقتصاد، والمناسبات العالمية، والثورات الشعبية، والأحداث الكونية، وهو ينقل روّاده إلى شتى الأرجاء والأفكار بلمسة زر، دون أن يغادروا أماكنهم، في المنزل او المكتب أو في أي مكان على وجه البسيطة. وكما هو شأن المواقع الإلكترونية الأخرى فقد ضمّ هذا العالم أصنافًا من البشر وألوانًا من المعارف وعديدًا من الأفكار، فيها الغث والسمين، وفيها المنحرف والرزين، وفيها العابث والجاد، وهو عالم يذكّرنا بما قيل في عالم الشعر عندما قسّم الشعراء إلى أربعة في قول القائل: الشعراء لو علمت أربعة شاعر يَجري ولا يُجرى معه وشاعر يخوض وسط المعمعة وشاعر لا تشتهي أن تسمعه وشاعر لا تستحي أن تصفعه ولو استبدلنا كلمة الشعراء هنا بكلمة "المغردين" لما جانبنا الحقيقة، فما زال في عالم "تويتر" من يتريك ويتعبك في متابعة روائعه، وإن حاولت مجاراته فلن تستطيع، وآخر كل همّه أن يشارك المغردين فيما هو قريب منه أو بعيد عنه، دون ان يحرص على التميّز أو الإجادة أو تطوير تغريداته، وآخر تمجّه نفسك فلا تشتهي أن تقرأ ما يُكتب أو حتى تمرّ عليه مرورًا عابرًا، عندما يغيظك بما يُطرح من كلمات لا معنى لها ولا هدف ولا غاية، أما آخر هؤلاء الشعراء عفوا أقصد المغردين فهو ذلك الذي تراودك نفسك أن تصفعه، كلما صفع عينيك وفكرك وذوقك بنعيق مزعج يسميه تغريدًا وهو لا يمت إلى التغريد بصلة، فهو أشبه بالنعيق إن لم نقل النهيق والعياذ بالله، يسيء إلى عالم "تويتر" بما يعنيه هذا العالم من إنجاز عجيب. وكثيرًا ما لعب "تويتر" في الأحداث الكبرى، والتي غيّرت وجه العصر الحديث، عندما أصبح بيد المغردين في السياسة والاقتصاد، والمناسبات العالمية، والثورات الشعبية، والأحداث الكونية، وهو ينقل رواده إلى شتى الأرجاء والأفكار بلمسة زر، دون أن يغادروا أماكنهم، في المنزل او المكتب أو في أي مكان على وجه البسيطة، ولا يقتصر ذلك على سن معينة أو طبقة معينة أو فئة دون سواها. وجاك روسي وغيره ممن أحدثوا ثورة في عالم البرمجيات مثل بيل غيتس مؤسس شركة "مايكروسوفت" وستيف جوبز مؤسس شركة "أبل" للكمبيوتر والإنترنت، ومارك زوكربيرج مؤسس موقع "الفيسبوك" الاجتماعي، وجاويد كريم مؤسس موقع "اليوتيوب".. كل هؤلاء بدأوا اهتمامهم بالبرمجيات في سن مبكرة، وساعدتهم على ذلك بيئة نظيفة لم تلوّثها أنماط الحياة الاستهلاكية، ولم تشغلها الاهتمامات الهامشية، فكانت اتجاهاتهم هي استثمار عقولهم فيما يفيدهم ويفيد غيرهم، انشغلوا بالعلم واجتهدوا في استغلال طاقاتهم، بدل هدرها في الاهتمامات السطحية، والعبث بالقدرات الذاتية فيما يسيء ولا يفيد.