ما إن بدأ الأميركيون في التصويت لاختيار رئيسهم الخامس والأربعين، حتى عج موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بآلاف التغريدات التي أطلقها سعوديون أخذوا على عاتقهم متابعة الحدث لحظة بلحظة،فنقلوا الأرقام والنسب والإحصاءات المختلفة من شتى الولايات الأميركية، وحللوا ودعموا المرشحين (أوباما، رومني) كلٌ على طريقته الخاصة. وكتب زين (88 ألف متابع) مبرراً هذا الاهتمام: "عندما (تصوّت) أمريكا (يُصغي) جميع العالم". فيما أشار الدكتور خالد المصلح إلى أن "الاهتمام العالمي بنتائج الانتخابات الأمريكية يؤكد مدى تأثيرها في العالم". واستطرد: "هكذا هم المؤثرون كلٌ يراقب أحوالهم". وأجاب الشاعر فهد المساعد على تغريدة تسأله: "لمن سيكون صوته لو كان أميركياً؟"،بالقول: "أبو حسين، ما فيها كلام". وغرد الإعلامي سعود الريس متندراً: "اللي يبي أوباما يرفع يده واللي يبي رومني يرفع ايدينه الثنتين... بادروا بالمشاركة، المقاعد محدودة". فيما أبدى الدكتور حافظ المدلج إعجابه بآلية الانتخابات الأميركية قائلاً: "يتزايد أعداد الخليجيين المتابعين للانتخابات الأميركية مرة بعد أخرى"، ومضيفاً: "والأهم من ذلك أن نتعلم الكثير من ثقافة أعظم دولة بالعالم ونعرف السر". وانضم المعلق الرياضي الإماراتي فارس عوض لمغردين سعوديين في ترقب إعلان نتيجة الانتخابات وقال مستعجلاً اسم الفائز: "هي الانتخابات يا 99٪ يا فرق 1٪.. خلصونا". وكما كانت أعصاب الأميركيين مشدودة مع اقتراب لحظة إعلان اسم الرئيس الجديد، كان "الشد" نفسه حاضراً في هاشتاق (#الانتخابات_الامريكية) بين العديد من المغردين، حتى استغرب بعضهم من بعض، وتساءلت خلود (طالبة جامعية): "ليش الشعب متحمس على الانتخابات الأمريكية ؟!". وغرد خالد: "وش دخلكم بالانتخابات يقالكم بتصوتون الحين؟". وأشار علي الحميد في تغريدته إلى "أن مواطني دول العالم الثالث تهتم بالانتخابات الأميركية أكثر من الأمريكيين أنفسهم"، وزاد: "هل حياة العالم الثالث بيد أمريكا.....؟". وقبل الإعلان الرسمي لنتائج الانتخابات، أطل الرئيس أوباما بتغريدة قلبت الموازين وحسمت المنافسة مع رومني، حين كتب: "لقد حدث هذا بكم. شكرا لكم"، قبل أن يعود ليغرد ثانية بصورة له وهو يعانق زوجته ميشيل قائلاً: "أربع سنوات أخرى". وهي التغريدة التي أعاد نشرها أكثر من 622 ألف مغرد خلال 3 ساعات تقريبا. ومع هذه التغريدة، انهالت التهاني على صفحة الرئيس أوباما، وأخذ مغردون يؤكدون أحقيته في الفوز وآخرون يحللون و "ينظرون" ويتمنون واقعاً جديداً للسياسة الأميركية في منطقتهم، فيما اكتفى قسم منهم بالتهاني تارة والتندر على "الحال العربية" تارة أخرى. وعلق مسفر القحطاني (15 ألف متابع) على النتيجة بقوله: "بعد معركة ديمقراطية حامية داخل أدغال أميركا.. ينتصر الحمار!.. الحمار شعار الديمقراطيين (هناك كل شي مختلف..!.( بينما اعتبر الدكتور سلمان العودة أن "فوز أوباما مزعج لإسرائيل ولنتنياهو خاصة!". وقالت فواغي القاسمي (15500 متابع) إن فوز أوباما لن يغير شيئا، واستطردت: "غير أننا سنكون أكثر اطمئنانا من نشوب حربٍ جديدة". فيما بارك تركي المقاطي للرئيس الأميركي المعاد انتخابه لولاية ثانية على طريقته الخاصة:"مبروك يا أبو حسين". وكتب ثامر (8000 متابع) في الصفحة الرسمية لأوباما متندراً: "أبو حسين إذا لسى عندكم فراطة من فلوس الحملة الانتخابية فترى جوالي مفصول.. فساعد أخوك المسلم". واستمر تفاعل مثل هؤلاء المغردين إلى ما بعد إعلان النتيجة، ووجدوا في خطاب الرئيس أوباما فرصة لإطلاق "هاشتاق" يواكبه، وهو "الهاشتاق" الذي حمل اسم (#خطاب_النصر)، ووظف هشام العمودي (4000 متابع) أجزاء من هذا الخطاب في تغريدات عدة: "أوباما: نحن مختلفون من حيت أتينا، لكننا متفقون إلى حيث نذهب. وكتب في تغريدة أخرى: "أوباما: أرائنا المختلفة لن تتغير ولا يجب أن تتغير فهي سر حريتنا، ونحن نحتفل بها، هناك شعوب تُقتل لأنها تريد أن تقول رأيها". واختارت الكاتبة مها الشهري من "الخطاب" عبارة "الحب والخير والمواطنة هي ما يجعل أميركا عظيمة". وأشادت ميساء الشميخ (4000 متابع) بالخطاب أيضاً: "هكذا هم القادة خطابات دون ورق، خطابات واقعية، منطقية، صادقة وشفافة، هكذا حكموا العالم". وتمنت سلوى العضيدان أن يكون المسؤولون قد لاحظوا عبارات الشكر الكثيرة التي وجهها أوباما لكل من دعمه، فلم ينسب النجاح لنفسه، بحسب رأيها. ولم تقتصر مواكبة مغردين سعوديين لفوز أوباما بولاية رئاسية ثانية على ما سبق، فانبرأ عدد منهم للدفاع عن الرئيس أوباما بعدما أطلق البليونير الأميركي الشهير دونالد ترامب تغريدات يعترض فيها على فوز أوباما. وهي التغريدات التي لاقت أصداء واسعة في الإعلام الأميركي ما اضطر البليونير الأميركي إلى حذفها من صفحته في "تويتر"، وهو ما جعل البعض يسخر منه في هاشتاق (#دونالد_ترامب_يحذف_تغريداته)، فكتب أسامة اليوسف: "السعوديين من كثر ما يحبون الطقطقه حتى دونالد ترامب مهشتقينه". وقال مغرد: "المحامين نصحوه... قانون واضح وصارم يكفل الحرية ولكن يحفظ الأمن ويمنع البلبلة... لا تدخل فيها واسطة ولا مزاج مسئول !". وتندر تركي(2974 متابع) : "المفروض الرجال عند كلمته مايغيرها الا مين دونالد ذا ؟"، فيما فسر فراس بقنه غضب دونالد ترامب، قائلاً:"السبب ببساطة: أوباما سيرفع ضرائب الأغنياء". فيما اكتفت هيفاء (3488 متابع) بابتسامة مصحوبة بتعليق مقتضب قالت فيه: "عفا الله عما سلف".