الكثير منا لا يعي ما يكون خلف السطور، أو أنه في أسوأ الأحوال يعلم ولكن لا حيلة لديه. وهذا ما نجده وللأسف الشديد منتشرا على صفحات أيامنا التي لا تخلو من الكثير من التعقيد، وما حيرني أنا شخصيا أن الكثير من المسؤولين لديهم ذات الصيغة والنبرة وذات النمطية التي لا تقود إلا للدوران في ذات الدائرة التي لا زوايا بها وتظل الأمور محلك سر، ومما يثير الشفقة أن مثل هذه العبارات بات المواطن والقارئ والسامع على علم بحيثيات المضامين، وسأزج بالكثير من الأمثلة التي نخرت عقلي واصمت أذاني والسبب تكرارها المقيت، وأكاد اجزم أن كل من سيقرأ هذه المقالة سيشاركني في ذات الرؤية التي باتت أصبع اتهام أو إهمالا، فالموازين ذاتها قد قلبت. الأمور تسير حسب الخطط المدرجة، الحمد لله من تقدم إلي تقدم، لدينا الكفاءة على الانجاز، ليس لدينا أي تأخر في انجاز معاملات المراجعين، نتوقع أن نكون ضمن المليون دائرة حكومية في سرعة الانجاز، وإليكم صيغة أخرى لا تقل سوءا عما قبلها. سنقوم على الاهتمام، سنواصل الاستماع إلى كلام المواطن، سنولي العمل دراسة أخرى، سنقرر أن يكون، سنفعل للوطن ما هو آت، سين وسين وسين، وكأن اللغة العربية ليس بها إلا حرف السين خاصة في خطابات المسؤولين لدينا . الجميل في الكثير من الجهات الإعلامية إنها تروج إلى مثل هذه الحروف التي كانت من رسم المسؤولين في الخطاب الإعلامي حتى يتم بهذه الحروف التورية والتسويف على من يقرأ أو يسمع، وفي كثير من الأحيان أشعر بأن خطاب المسؤولين هو ذاته في مجال ومكان او ان جاز التعبير أكاد اجزم بأنه من ضمن أوراق التعيين أو الترقية . لماذا النمطية لدينا هنا متوارثة برغم اختلاف الأشخاص والمناصب والتوجهات؟ ولماذا التكرار لخطأ تجده متكررا باختلاف فقط الأشخاص أو الأبطال؟ لماذا تزداد رقعة التراشق الإعلامي بين الدوائر الحكومية حين ينكشف خطأ ما ؟ ولماذا ولماذا ولماذا ؟ لماذا لا يوجد لدى كل دائرة حكومية صيغة خطاب ونموذج للتواصل مع المواطن حتى لا يتم الالتباس، عفوا لست اقصد من الالتباس ما هو مفهوم لديكم، ولكني اقصد من الالتباس هو التباس حرف السين أعلاه وبس . [email protected]