منذ افتتاح صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع فعاليات مناسبة اختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 1434ه 2013م وسط حشد من كبار الشخصيات الإسلامية والعلمية والفكرية، الثلاثاء الماضي، توالت البرامج والفعاليات للاحتفاء بهذه المناسبة، فقد نظمت الامانة العامة للمناسبة برنامج استقبال وزيارات احتفاءً بالضيوف من كبار الشخصيات الإسلامية والعلمية والفكرية والثقافية.. اشتمل البرنامج على زيارة مقر هيئة تطوير المدينةالمنورة عبر جولة اطلعوا خلالها على مجسمات لعدد من المشاريع الجاري تنفيذها والتي سوف يتم البدء في تنفيذها في المستقبل القريب، عقب ذلك انتقل الضيوف الى قاعة الاجتماعات، حيث بين الامين العام للهيئة المهندس محمد بن مدني العلي في كلمة له ما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله من عناية فائقة بالمدينتين المقدستين ومن صور ذلك الاهتمام امره الكريم حفظه الله- بتنفيذ أكبر توسعة للمسجد النبوي الشريف في المدينةالمنورة والذي يأتي امتداداً لحرصه -أيده الله- وجهوده في خدمة الإسلام والمسلمين، والتي كانت آخرها تنفيذ أكبر توسعة كذلك في تاريخ المسجد الحرام بمكة المكرمة، خدمة للحجاج والمعتمرين والزوار، عقب ذلك شاهد الحضور عرضا مرئيا للتصور المستقبلي للمدينة المنورة بعد اكتمال المشاريع المقررة، وذلك في إطار المخطط الشامل للمدينة، وذلك في قاعة الاجتماعات، فيما اجاب الامين العام للهيئة على تساؤلات الضيوف. كما زار وفد ضيوف المناسبة الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة والتقوا بمسؤوليها وعددٍ من منسوبيها، وكان في استقبال الوفد بقاعة المدينة التاريخية بالجامعة وكيل الجامعة للشؤون التعليمية الأستاذ الدكتور إبراهيم بن علي العبيد ووكيل الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد بن عبدالله كاتب ووكيل الجامعة للتطوير الأستاذ الدكتور محمود بن عبدالرحمن قدح، وخلال اللقاء رحّب الدكتور إبراهيم العبيد باسمه وباسم منسوبي الجامعة كافةً بالضيوف في رحاب الجامعة، مقدِّماً للوفد نبذةً عن الجامعة ورسالتها وأهدافها، وأوضح الدكتور العبيد أن الجامعة تحمل رسالة تعليم أبناء المسلمين حول العالم، حيث تقدِّم منحاً دراسية للطلاب من شتى أنحاء العالم، وتبلغ نسبة الطلاب غير السعوديين بها 85% بينما تمثل نسبة الطلاب السعوديين 15%، وأشار الدكتور العبيد إلى أن عدد خريجي الجامعة من مختلف المراحل الدراسية تجاوز 60 ألف طالب يمثلون أكثر من 200 جنسية وإقليم، ونوّه العبيد باختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية مؤكداً أن المدينة كانت ولا تزال عاصمة الإسلام العلمية منذ فجر الرسالة الإسلامية، بعد ذلك ألقى عددٌ من الضيوف كلمات عبّروا فيها عن اعتزازهم بالمشاركة في هذه المناسبة وزيارة الجامعة الإسلامية، كما أعرب عددٌ من الضيوف المشاركين ممن درسوا في الجامعة وتخرجوا فيها عن شكرهم لهذه الجامعة التي أسهمت في تكوينهم العلمي والثقافي، مقدِّمين شكرهم للمملكة العربية السعودية على جهودها في إنشاء الجامعة والاهتمام بها. اختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية امتداد لرسالة النور والحضارة العظيمة التي كانت وما زالت عليها مدينة المصطفى عليه أزكى الصلاة والسلام، فهي العاصمة الإسلامية الأولى، ومركز الإشعاع الإسلامي الذي امتد إلى آفاق الدنيا بأسرها. كما قام الوفد الخميس بزيارة معالم المدينةالمنورة حيث زاروا موقع سيد الشهداء واستمعوا إلى عرض موجز واستعادوا من خلال السيرة المكانية أحداث موقعة (غزوة أحد) كما زاروا مسجد القبلتين ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وشاهدوا خطوط انتاج المصحف الشريف ومراحل طباعته إلى عدة لغات، وتخلل برنامج الضيوف زيارة جامعة طيبة وكان في استقبالهم معالي مدير جامعة طيبة الدكتور عدنان بن عبدالله المزروع واستمعوا خلال الزيارة إلى نبذة تعريفية عن جامعة طيبة وما تضمه من كليات واقسام، إلى ذلك أعرب مدير جامعة طيبة باسمه ونيابة عن جميع أعضاء هيئة التدريس والإداريين والطلاب عن بالغ السعادة والترحيب بزيارة ضيوف المناسبة للجامعة, متمنيا لهم الإقامة السعيدة في طيبة الطيبة. من جهتهم أشاد ضيوف المناسبة بما تشهده منطقة المدينةالمنورة من تقدم ورقي وقفزات تنموية ويأتي في مقدمتها الدعم اللامحدود من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتوسعة المسجد النبوي الشريف، وما تشهده المنطقة من نهضة وتطور في جميع المجالات كما قدم الجميع الشكر والتقدير على كريم الحفاوة والضيافة وحسن الاستقبال. وبدورهن أشاد عدد من ضيفات مناسبة المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية 2013م بالآثار العظيمة للمناسبة، وأثنين على جهود اللجان العاملة في المناسبة، عقب حفل تدشين فعاليات مناسبة المدينة عاصمة للثقافة الذي افتتحه سمو ولي العهد الثلاثاء الماضي. وأوضحت حرم المشير عبدالرحمن سوار الذهب فاطمة الزهراء حمزة في تصريح لوكالة الأنباء السعودية أن اختيار المدينة عاصمة للثقافة الإسلامية ليس بجديد عليها وهي امتداد لتاريخ عظيم رسمته الرسالة المحمدية لتنير ظلمات العالم وتهدي قلوب الضالين، واصفة المدينةالمنورة بأنها مناط العلماء والمؤرخين عبر العصور واختيارها عاصمة الثقافة الإسلامية هو حق لها دون أن يستشار في ذلك أحد فتاريخها يشهد على معالمها.
الامير فيصل بن سلمان
وأثنت معالي وزيرة الثقافة الجزائرية الأستاذة خلدة تومي على تنظيم الخيمة النسائية في حفل الافتتاح وقالت: «إن شعوري لا يوصف اليوم وفي هذه اللحظة وأنا في مسجد قباء أول مسجد أسس في الإسلام وفي هذا المكان الطاهر الذي يبعث في داخلي خليطا من سيرة النبوة الشريفة التي تعيدني إلى صورة مشرقة من الرسالة المحمدية؛ بدأت هنا ونحن نستعيد تلك الذكرى العطرة، ذكرى قدوم أعظم مهاجر في التاريخ لنبينا وشفيعنا الحبيب محمد صلى الله عليه سلم، ونحن اليوم في هذا المكان نشهد كتابة تاريخ جديد من تاريخ المدينة العظيم سيكون له صدى في قلوبنا وقلوب كل الحاضرين والحاضرات». وقالت عضو مجلس الشورى الدكتورة مستورة الشمري إن وجودها في رحاب مسجد قباء أول مسجد أسس على التقوى أثلج الصدر وأسعد الروح، واختيار المكان موفق جدا من أمانة المدينة عاصمة الثقافة الإسلامية، مشيرة إلى أن اختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية مستمد من مكانتها الدينية ولاحتضانها مثوى رسول الله محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، وهي مدينة عظيمة تنعم بالعديد من الفضائل التي جعلت منها مدينة مباركة. وعبرت أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بالمملكة المغربية الدكتورة عصمت دندش عن سرورها بما شاهدته من استعدادات لمست نتائجها على أرض الواقع والاهتمام والعناية بالضيفات في خيمة الفعاليات. وقالت: كل ذلك لا يجتمع إلا في أناس يقدرون المسئولية وقبل كل ذلك مسئولية الحفاظ على هوية أعظم مدينة كتبها التاريخ منذ عهد النبوة وانطلق منها شعاع العلم والمعرفة. وقالت حرم وكيل وزارة الثقافة الفلسطينية ندى أبو غريبة: إن اختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية هو امتداد لرسالة النور والحضارة العظيمة التي كانت وما زالت عليها مدينة المصطفى عليه أزكى الصلاة والسلام، فهي العاصمة الإسلامية الأولى، ومركز الإشعاع الإسلامي الذي امتد إلى آفاق الدنيا بأسرها. من جهتها قالت معالي وزيرة الثقافة والشباب والرياضة في موريتانيا سيسا شيخ: تضمن الافتتاح معلومات وثائقية مصورة وقصائد رائعة في حب المدينةالمنورة بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ليؤكد حرص الدولة على حفظ إرثها الثقافي والإشراف عليه كما جاء في كلمته المرتجلة والعميقة المعاني»، معربة عن شكرها لحكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده على هذه الاستضافة التاريخية المهمة التي جمعت العلماء والمفكرين ليشهدوا فضل هذه المدينة العظيمة، مؤكدة أن اختيار المدينةالمنورة عاصمة الثقافة الإسلامية جاء متزامنا مع ما تشهده المملكة العربية السعودية من نهضة علمية وتنموية. وقالت الدكتورة فدوى أبو مريفة عضو مجلس الشورى في تصريحها لواس: إن المدينةالمنورة النواة الأولى للعلوم الإسلامية ولها مكانة كبيرة بين مدن العالم الإسلامي حيث تميزها قدسيتها وخصوصيتها؛ فالمدينةالمنورة مقصد الزيارة لرحاب المسجد النبوي فمنها انطلقت رسالة العلم وبرز فيها كبار الأئمة والعلماء الذين أثروا الفقه الإسلامي بعلمهم الغزير. لاسيما وأن أول مسجد أسس على التقوى كان بين أحضانها تزوره أفئدة المسلمين وطلاب العلم.