برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة مكةالمكرمة انطلقت صباح أمس (الاثنين) جلسات المنتدى العالمي لإدارة الأزمات والذي يقام تحت شعار (إعادة التفكير في التعامل مع المستقبل) وذلك بفندق وستن جدة. حيث استعرض المنتدى في أولى جلساته سمات وأسباب وخصائص الأزمات ودورة حياة الأزمة قدمها المقدم الدكتور مبارك بن فالح العازمي من دولة الكويت تطرق فيها إلى أن إدارة الأزمات والكوارث تهدف إلى التحكم في أحداث مفاجئة ومتفاقمة، مشيراً إلى أن التعامل معها وتصنيفها ومواجهتها تقوم عبر الدراسة والبحث والمعرفة والتجارب المستفادة والتخطيط واستخدام المعلومات والبيانات كأساس للقرار السليم. وأكد د. العازمي في محاضرته على أهمية إنشاء مركز دولي لإدارة الأزمات والكوارث، مع ضرورة العمل على نشر ثقافة إدارة الأزمات والكوارث بين القيادات الساسية والاقتصادية والأمنية وتأهيلهم وتدريبهم على عملية اتخاذ القرار في حال الأزمات، فضلاً عن تفعيل دور المنظمات الدولية والإقليمية في إدارة الأزمات والكوارث، وعقد الندوات والمحاضرات وورش العمل لإيضاح أهمية ودور علم إدارة الأزمات والكوارث وأخيراً إنشاء بنك للمعلومات والبيانات تحت مظلة هيئة الأممالمتحدة خاص بالأزمات والكوارث والأوبئة وغيرها من المخاطر وضع آلية عمل واضحة له لمساعدة الدول عند إدارة ومواجهة الكوارث والأزمات المختلفة. فيما تناول الدكتور عدنان هاشم سلطان من دولة الكويت منهج إدارة المخاطر في إدارة الكوارث والأزمات بين خلالها بأن إدارة الأزمات والكوارث اصبح مصطلح متداول كثيراً في وسائل الإعلام وأصبح متداولاً في كل مؤسسة أو سلطة، مشيراً أن إدارة المخاطر تقوم على مشاركة الجميع للتأهب والوقاية ومعرفة الإمكانيات والقدرات والمخاطر والأسباب والعوامل المساعدة للخطر وتحديد الخطر المحتمل واحتمالات من يتأثر به واحتمالات أين ومتى وما هي الإمكانيات المتوفرة الحالية ومدى فعالياتها. وطالب د. سلطان بضرورة العمل على النهوض بثقافة اتقاء الكوارث عن طريق تعبئة الموارد الكافية للحد من خطر الكوارث، مؤكداً على وضع سياسة عمل لإدارة الكوارث وإعادة الهيكلة والتنظيم للهيئات والإدارات حتى تضمن نجاح التنسيق وانسيابية المعلومات، فضلاً عن تقييم المدن الواقعة في مناطق خطرة وتحليل النتائج على ضوء التقييمات، وإنشاء المعاهد والمراكز المتخصصة في إدارة الأزمات، وتوفير الدعم المالي والمادي واللوجستي من خلال صناديق متخصصة، إلى جانب تحسين آليات عمل الإنذار المبكر واستخدام التكنولوجيا وتعزيز القدرات والمهارات للقائمين على إدارة الكوارث وتطوير الإستراتيجيات وإدارة المخاطر محلياً وإقامة مركز إدارة الكوارث والأزمات في كل دولة، مع توفير مراكز فرعية، وتطبيق أدوات إدارة المخاطر من قبل الجميع وتطبيق التنمية المستدامة لمواجهة الكوارث، وتطوير أساليب الثقافة في إدارة الكوارث من خلال البرامج الدراسية في مراحل التعليم المختلفة ومن خلال وسائل الإعلام المتنوعة. أما الجلسة الثانية فتطرق خلالها السيد ديفيد إيفانز مدير شركة لينك العالمية المتخصصة في إدارة الأزمات ببريطانيا إلى وضع خطة اتصالات الأزمة أوضح فيها بأنه يتوجب على المنظمات بحث الآثار المترتبة على الأزمات واستكشاف كيفية بقاء الأسس في التواصل الفعال لتحقيق تكامل الاتصالات في الأعمال اليومية، مشيراً إلى ضرورة التعرف على ديناميكية الاتصالات ومعدل التغيير السريع بما يضمن لأي جهة التكيف مع التغييرات. وحذر ديفيد من الفشل في التحكم بالاتصالات الداخلية والخارجية كونها تؤدي إلى الريبة، مبيناً بأنه غالباً ما تفشل المنظمات في إدارة المخاطر إلا في حالة إنشاء إدارة مخاطر فعالة قادرة على التعامل مع المخاطر. أما الجلسة الثالثة فتحدث خلالها البروفيسور جيم ثوماس عن طبيعة التفاوض في الأزمات وتطرق خلالها إلى التفاوض وأهميته بوصفه ظاهرة يومية ممارسة بين الأفراد والمنظمات والدول وفي أوساط الأسرة والقرية بل وفي الشركات وعملية الشراء والبيع وعند حدوث المنازعات, مشيراً إلى أن عملية التفاوض الفعلية تتم عبر اختيار أعضاء الفريق المفاوض ووضع الاستراتيجية التفاوضية واختيار السياسات التفاوضية المناسبة لكل مرحلة وتحديد الموضوعات حسب أولوياتها واختيار مكان التفاوض ومع بدء جلسات التفاوض يجب اختيار التكتيكات المناسبة لعناصر القضية التفاوضية. وشدد ثوماس على أهمية الاهتمام بالخصائص والمواصفات التي يجب أن تتوفر في المفاوض حتى يستطيع القيام بمهمته التفاوضية بالشكل المناسب، مبيناً بأن كل عملية تفاوضية تحتاج الى خصائص ومهارات معينة لابد من توفرها لدى المفاوض. فيما تطرق المستشار الاقتصادي الدكتور علي محمد دقاق إلى الآثار الاجتماعية للأزمة الاقتصادية العالمية وآلية التخفيف من حدتها أكد خلالها إلى أن المحاولات المتتابعة والإصرار على تضخيم المراكز المالية والتركيز على الأشياء الثانوية ساهم في تناقض الأهداف واستمرار تجاهل التنمية المتوازنة، مؤكداً على ضرورة التفكير بطريقة إيجابية. وتطرق د. الدقاق إلى آليات التخفيف من حدة الآثار الاجتماعية للأزمة من خلال إعادة ترتيب الأولويات في عمل الاقتصاد بالتناغم وترسيخ مفهوم التفكير بطريقة اقتصادية أخلاقية وطرح وتبني مشروعات مقاومة الأزمات وإدخال مفاهيم ومقاييس جديد للدخل والاستثمار في التعليم والتدريب والتأهيل والتوازن بين مجالات التنمية. واختتم اليوم الأول للمنتدى بالجلسة الرابعة التي تحدث خلالها روبين سبيكولاند بعنوان (تنفيذ الخطط والمهام خلال الأزمات) تناول فيها أهمية التكيف مع سرعة التغيير الأمر الذي يؤكد بشكل أكبر على أن القدرة على تنفيذ الاستراتيجية بالشكل الصحيح منذ البداية، مؤكداً على أهمية دور القادة في تنفيذ هذه الاستراتيجيات. وأوضح سبيكولاند بأن معظم المنظمات تتخذ تدابير خاطئة لتعقب استراتيجياتهم، مشيراً إلى أن معظم هذه التدابير قد عفا عليها الزمن، مؤكداً أن ذلك يدعونا لتحسين استخدام التدابير المناسبة والعمل على توفير المعايير التي تقود إلى السلوك الصحيح وجعل الأمور صحيحة في مكانها. ومن المقرر أن يشهد اليوم الثاني للمنتدى (اليوم الثلاثاء) خمس جلسات يتحدث فيها كل من بيتر باينز بعنوان (إعداد خطط الطوارئ) ، كما يتحدث الأستاذ الدكتور توفيق أحمد خوجة بعنوان (الأزمات الصحة.. نظرة عامة ودروس مستفادة وإطار جديد للتعامل)، فيما يتحدث الأستاذ الدكتور عبدالرحمن حمود العناد بعنوان (التخطيط والموقفية في إدارة العلاقات العامة للأزمات.. ماذا لو وماذا الآن وماذا بعد؟)، أما السيد منذر قحف فيتحدث بعنوان (الأزمة المالية والحلول المقترحة.. تقييم من منظور الاقتصاد الإسلامي)، فيما يتحدث الدكتور إحسان بو حليقة بعنوان (الأزمة المالية وتأثيراتها على القطاع الخاص السعودي)، ويختتم جلسات اليوم الثاني الأستاذ الدكتور طارق الحبيب بعنوان (مدخل إلى الأزمات.. الجوانب السيكولوجية).. فيما يختتم المنتدى جلساته يوم غد (الأربعاء) بعدد من الموضوعات الجديد. وفي تصريح له أوضح الأمين العام للمنتدى الدكتور إيهاب بن حسن أبوركبة بأن المنتدى يسعى لتحقيق جملة من الأهداف من أبرزها التعرف على أهم الأزمات الراهنة والمتوقعة وحجمها وآثارها على الاقتصاد والمجتمع، إلى جانب بناء قدرات الأفراد والمجتمعات والمؤسسات الأهلية والحكومية على مواجهة الأزمات، ومناقشة أهمية تأسيس بنية تحتية وقدرات مادية وبشرية وبناء نظم لمواجهة الأزمات، فضلاً عن التعرف على استراتيجيات وأدوات الإدارة الفعالة لمواجهة الأزمات، وأخيراً إتاحة الفرصة للخبرات المحلية والعالمية للتواصل وتبادل الخبرات. وأبان الأمين العام بأن أن المنتدى يحظى بمشاركة 12 خبيراً أجنبياً و15 مستشاراً عربياً من المتخصصين في إدارة الأزمات والكوارث، موضحاً بأن المنتدى يتناول كيفية استجابة الجهات الدولية والمحلية للأزمات العالمية، وآليات تكوين الاستراتيجيات في مجال الأزمات والكوارث وتنفيذها، موضحاً إلى أن المشاركين في المنتدى سيتعرفون على التحديات والتجارب الناجحة للآخرين في هذا المجال، فضلاً عن الحصول على أفكار وأدوات يمكن تطبيقها فوراً. وأكد د. أبوركبة بأن المنتدى سيساهم في بناء شبكة علاقات مع الجهات ذات العلاقة سواءً كانت جهات محلية أو إقليمية أو دولية ستجتمع تحت مظلة هذا المنتدى، موضحاً بأن هذا الأمر سيساهم في اكتساب وتنمية المهارات لدى المشاركين في مواجهة الأزمات باحترافية مطلقة. يشار إلى أن المنتدى العالمي لإدارة الأزمات يعقد بالتحالف بين مكتب الدكتور إيهاب بن حسن أبوركبة ومؤسسة إجادة العالمية ويعمل على جمع وجهات النظر الإستراتيجية والتشغيلية لإعادة صياغة الاستجابات التي تم التخطيط لها لمواجهة التحديات المستقبلية المتوقعة، ويُعد فرصة للقاء والنقاش حول الأزمات الحالية والمستقبلية من خلال جلسات المنتدى وورش العمل المصاحبة.