ما أن نتخلص من عمالة سيئة حتى تأتي أخرى أسوأ منها تخلصنا من العمالة البنحالية حتى أتت العمالة الأثيوبية الأكثر خطورة. لقد ركزت في مقالي السابق عن خطر هذه الجنسية ويجب ألا يكون التعامل معها بسطحية لأنها تعكس حالة أمنية أكثر منها ارتكابا لجرائم، أؤكد على زيادة قناعتي بالخطر الذي يحمله هؤلاء في تواجدهم في مجتمعنا خاصة الأعداد الكبيرة التي تسربت عبر الحدود، ومن يفعل ذلك فهو أصلا دون خطوط حمراء أو ضوابط تمنعه من القيام بأي فعل على نحو ما رصده مقطع مصور بثه برنامج «الرئيس» على قناة «لاين سبورت» مساء (الأحد) لعدد من الجرائم التي يقوم بها مجموعة من الإثيوبيين الذين استطاعوا التسلل إلى المملكة وانتشروا في مواقع محددة حتى وصلوا إلى شوارع العاصمة الرياض، وتركزوا بشكل ملحوظ في عدة أحياء منها كحي منفوحة. لسنا في حاجة لهواجس إضافية بشأن العمالة الوافدة وسلوكياتها السلبية في المجتمع وتأثيراتها الاقتصادية الضارة حتى نفتح نافذة للجريمة أو نسمح بها، وكما دخلوا بطريقة غير مشروعة فإن إغلاق هذا الباب يبدأ من عند أنفسنا بمحاسبة المهربين وتغليظ عقوبتهم، تلك حالة إجرامية تؤكد أن ارتفاع معدل الجريمة لدى الوافدين يتجه إلى مؤشرات تدق ناقوس الخطر، فهؤلاء لا يجدون ضيرا في ارتكاب كثير من الجرائم التي لا تتفق مع شرعنا وقيمنا الاجتماعية وفي مقدمة ذلك تعاطي والاتجار بالخمور والمخدرات وفتح أوكار الرذيلة والدعارة والسرقة والسطو على المنازل والأفراد وفي أحشاء هذه الجرائم كثير من الجرائم الأخرى التي تتفاوت بين الجنحة والجناية، وفي المحصلة نصبح مجتمعا مرعوبا لا يأمن فيه أحد على نفسه وما يملكه بسبب قلة وافدة تسيطر على الجريمة. ذلك المقطع صور بالجرم المشهود كمينا أُعد بالتنسيق مع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالرياض، شارك به مقدم البرنامج، الإعلامي صلاح الغيدان، تم خلاله القبض على أفراد منهم شكلوا عصابة لترويج الخمور «علنا» في شارع العشرين بحي منفوحة، و»علنا» تلك هي ما سبق أن أشرت إليه من جرأة تلك الجنسية وعدم تورعها عن ارتكاب أي جريمة أو محظور، وطالما أنهم دخلوا بطريقة غير مشروعة ولا فرص حقيقية لهم للعمل المشروع وفق الأنظمة والضوابط فإنهم مع حاجتهم إلى المال سيفعلون أي شيء بالتأكيد للحصول عليه ما يفتح أبواب الجريمة على مصراعيها، لا يزال حي منفوحة في الرياض يفرخ لكثير من الجرائم أتمنى لو يعاد النظر في مستقبلة، ومع أي تراخ أو تسطيح لجرمهم فإننا سنلعق حسرة وندامة لا تندمل مع الأيام بعد أن يكونوا قد وضعوا بصمة سلبية وإجرامية في المجتمع. وأوضح المقطع أن أغلب هذه التشكيلات دخلوا إلى البلاد بطريقة غير شرعية ووصلوا للرياض عن طريق مهربين سعوديين، أين هي نقاط التفتيش المنتشرة على طول هذه الطريق من الجنوب إلى الرياض؟ في تصوري أن من أوصل هؤلاء وأمن لهم السكن هو المجرم الحقيقي، فقد أدت كثافتهم العالية إلى تقليص فرص العمل بالنسبة لهم واتجاههم لتصنيع الخمور لكسب المال. لسنا في حاجة لهواجس إضافية بشأن العمالة الوافدة وسلوكياتها السلبية في المجتمع وتأثيراتها الاقتصادية الضارة حتى نفتح نافذة للجريمة أو نسمح بها، وكما دخلوا بطريقة غير مشروعة فإن إغلاق هذا الباب يبدأ من عند أنفسنا بمحاسبة المهربين وتغليظ عقوبتهم، فليس من أجل ريالات معدودة يكسبونها بطريقة غير مشروعة يضرون المجتمع والاقتصاد الوطني بدس هذه الشريحة في داخل وطننا ومجتمعنا ليذيقونا مر العذاب والحسرة من جرائم أصبحت ترتكب «علنا» وفي العاصمة!!