أحيت اليابان امس الذكرى الثانية للزلزال الضخم والتسونامي الهائل اللذين ضربا شمال شرق البلاد في 11 مارس 2011 وخلفا حوالى 19 الف قتيل ودمارا هائلا وكارثة نووية لا سابق لها منذ ربع قرن. ووقف اليابانيون دقيقة «صمت» تكريما لعشرين الف شخص بين قتيل ومفقود. واقيمت مراسم عدة على الساحل الشمالي الشرقي الذي اجتاحته امواج التسونامي، وفي مناطق اخرى من البلاد لا سيما في طوكيو حيث اقيم حفل تابين وطني حضره الامبراطور اكيهيتو والامبراطورة ميشيكو ورئيس الوزراء شينزو ابي. واشاد الامبراطور بذكرى الضحايا واعرب عن امله في عدم نسيان هذه الارواح ولا الاشخاص الذي يعيشون «في ظروف صعبة وفي مراكز للاجئين في المنطقة المنكوبة». وأدت الكارثة رسميا الى سقوط 15880 قتيلا و2694 مفقودا يضاف اليهم 2300 شخص توفوا نتيجة تدهور ظروف الحياة بعد الكارثة. والحق التسونامي اضرارا كبيرة بمحطة فوكوشيما النووية ما ادى الى حصول انفجارات فيها وتسبب بحادث بالغ الخطورة هو الاخطر منذ حادث تشيرنوبيل قبل 25 عاما من ذلك. وشدد الامبراطور على ضرورة تدريب السكان «على امل ان تساعد التمارين على انقاذ حياة الكثيرين» في حال وقوع كارثة طبيعية اخرى. من جهته، تعهد رئيس الوزراء ببناء بلد اكثر مقاومة للكوارث طالبا الدعم من السكان. وكان ابي صرح في تسجيل فيديو عرض على موقع يوتيوب الاثنين «ما لم يحل الربيع في منطقة توهوكو، فان اليابان لن تعرف الربيع الحقيقي. نحن مصممون على تسريع اعمال الاعمار»، في اشارة الى المنطقة المنكوبة بشمال البلاد. ويطالب قسم من سكان المناطق المنكوبة باعادة اعمار الاراضي التي كانت تملكها اسرهم منذ اجيال، بينما يفضل قسم اخر نقل البلدات الى اماكن اكثر ارتفاعا وبالتالي اكثر امانا. واعتبرت منظمة «غرينبيس» المعارضة للطاقة النووية ان الحكومة فشلت في تأمين الدعم الكافي للسكان الذي هربوا من الاشعاعات النووية وان قسما منهم «يعاني من الافلاس والطلاق والانهيارات النفسية في تزايد». وقال حاكم فوكوشيما يوهي ساتو في برنامج خاص على قناة «ان اتش كي» «اطلب من سائر البلاد والشعب الياباني ان يصبحوا على اطلاع حول موضوع الاشعاعات». وتابع ساتو «وذلك من شأنه ان يؤدي الى تفهم افضل للوضع في فوكوشيما والغاء هذا الاعتقاد الذي لا اساس له» بان كل المنتجات من فوكوشيما ملوثة. وتحتاج الحكومة الى اربعة عقود لتفكيك المفاعلات بينما لا تزال الامة مترددة ازاء الاستمرار باستخدام الطاقة النووية لتلبية حاجات الاقتصاد الثالث في العالم. وقد اعيد العمل في اثنين فقط من المفاعلات النووية للاستخدام التجاري اذ حالت معايير السلامة المشددة والتردد السياسي دون استئناف العمل في المفاعلات الاخرى.