الجدل حول المرأة لن ينتهي على المدى القصير، فالثقافة الأبوية تستبعد تلقائيا امكانيات وقدرات المرأة القيادية داخل المجتمع، وترى النماذج المضيئة للمرأة السعودية مجرد استثناء لا يمثل القاعدة، ورغم أن كل الحجج السطحية التي ترى تفوق الرجال فقط لأنهم رجال، تتناسى كل حقائق التاريخ والواقع، ولن أقيس هنا على المجتمعات الغربية أو الشرقية التي ترفض التمييز بسبب الجنس وتنص قوانينها على تجريمه، ورغم صعوبة الأمر بالمجتمع السعودي الذي يموج بثقافة أبوية عريقة إلا أني مازلت أراهن على قدرة المرأة السعودية على اثبات ذاتها أو بالأحرى إعادة اثبات قدرتها مرارا وتكرارا، فالمرأة السعودية تتقدم بخطوات واسعة وباصرار نحو مجتمع يناهض التمييز بكل صوره، سيدة الاحساء المتألقة ومن معها فتايات سعوديات، يقدمن للمجتمع واجبا لا يمكن الاستغناء عنه، حيث يصلن لما وراء الأبواب المغلقة، يجدن الاستماع بقلوب تعرف ضعف الفقر وعقول تفكر دائما بالحلول وليس الصعاب، فينتشر الخير والانتماء ليحل مكان الغضب والانعزال وأكاد أجزم أن هناك قطاعات عديدة بالمجتمع تقوم بالأساس على مجهود السعوديات، ويأتي العمل الأهلي بالمقدمة حيث يعتمد بنسبة كبيرة على النساء، واليوم أقدم لكم بعض الصور المضيئة والمشرفة للمرأة السعودية بهذا القطاع الهام الذي أصبح شريكا للحكومة وليس مجرد تابع يقوم بالأعمال الخيرية، بنت الاحساء المنشغلة بقضايا مجتمعها المحلي، المهمومة بمشكلاته والخبيرة باحتياجاته، السيدة لطيفة بنت عبد الله العفالق، واحدة من أميرات الخير بالمملكة، تقف على رأس جمعية الاحساء التنموية الخيرية، تقود مجموعة عمل مدربة ومدركة لأبعاد العمل الأهلي التنموي وليس الخدمي، رؤية الجمعية تقوم على منهجية التنمية المستدامة حيث تهدف زيادة وفاعلية المشاركة الإيجابية للمستهدفين من أفراد المجتمع، ومن خلال مشروعات محلية مثل مساعدة الأسر المنتجة والعمل على دعمها وتسويق منتجاتها، وهو مشروع هام يساهم فى اندماج الأسر الفقيرة التى تتعرض لاقصاء اجتماعي، وتقوم الجمعية بتدريب الفتيات على الحرف المختلفة التى تحقق دخلا جيدا ، ولإدراك دور القطاع الخاص بالعمل الأهلي، قامت شراكة مع شركة أرامكو لتأمين حافلة مجهزة كقاعة تدريب متنقلة، وقد حققت نجاحا ملحوظا ونماذج إيجابية كثيرة مثل تلك السيدة التي أدارت مشروع تربية أغنام وبعد سدادها للقرض بدأت التخطيط لإنشاء مصنع لمنتجات الألبان، سيدة الاحساء المتألقة ومن معها فتايات سعوديات، يقدمن للمجتمع واجبا لا يمكن الاستغناء عنه، حيث يصلن لما وراء الأبواب المغلقة، يجدن الاستماع بقلوب تعرف ضعف الفقر وعقول تفكر دائما بالحلول وليس الصعاب، فينتشر الخير والانتماء ليحل مكان الغضب والانعزال، هذا الدور الحيوي يحتاج للتأكيد عليه ونشره كمنهج يجب أن يسود بالمملكة، والمرأة بحق هي قائدة هذا المجال بلا شك لكن الجدال لن ينتهي وانكار الحقيقة سيظل لفترة قادمة، سنظل نقاوم الثقافة الأبوية بوسائلنا التي لا تنتهي، وسنثبت كل يوم أن المرأة السعودية قلب المملكة النابض، حقها في العدل والمساواة وفقاً لحقوقها الإسلامية سيتحقق مهما طال الوقت، وختاما وجب علي تهنئة السيدة لطيفة النخلة الشامخة في واحة الاحساء على نجاح ملتقى» بالقيم تبنى الأجيال « الذي عقد في الاحساء فبراير الماضي برعاية كريمة من صاحبة السمو الملكي الأميرة جواهر بنت نايف بن عبد العزيز حفظها الله ، وصاحبة السمو الأميرة عبير بنت فيصل بن تركي حرم صاحب السمو الملكي الامير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية حفظها الله .والذي جاءت أهدافه بتمثل السيرة العظيمة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم قدوة ومنهجاً ، والتركيز على القيم الصحيحة التي يحتاجها الأطفال ليصنعوا المستقبل ويتفاعلوا مع أحداثه . دمت يا وطني سالماً. [email protected]