تفوح رائحة الفقر في مدخل منزل أسرة أم بنين، فالأب يصارع آلام المرض، والأم ترفع شعارات الصبر والتحمل، وبكاء طفلة صغيرة يدوي بين الجيران، وهناك فتاة، تأخذ زاوية، تستذكر دروسها، فجميع تلك المشاهد تدور في غرفة واحدة، منزل الأسرة يضم غرفة واحدة للعيش والطبخ والمذاكرة (تصوير: إبراهيم السقوفي) باعتبارها المنزل العائلي الذي يحوي أسرة أم بنين، ويضم منزلهم أيضاً دورة مياه آيلة للسقوط، وسبق أن سقطت أجزاء سقفها على الطفلة الصغيرة، التي تنام، وترى في منامها أحلاما مرعبة، فالكل خائف والكل يأن في حياته. زوجي فقير وراتبه الشهري لا يسد احتياجاتنا الأساسية، وتراكمت علينا الديون، وكثيرا ما يقطع التيار الكهربائي علينا، ونعيش في ظلام دامس أياماً عديدة تروي أم بنين قصتها قائلة: «تزوجت منذ 16 سنة، ومنذ زواجي وأنا في هذا المنزل الذي ورثناه، ولا يضم سوى غرفة واحدة»، مضيفة «زوجي فقير وراتبه الشهري لا يسد احتياجاتنا الأساسية، وتراكمت علينا الديون، وكثيرا ما يقطع التيار الكهربائي علينا، ونعيش في ظلام دامس أيام عديدة، فليس هناك ما نملكه لسداد تراكم الفواتير علينا»، موضحة «وقت هطول المطر، نعيش في بركة ماء حقيقية، فالسقف به فتحات، تسمح بنزل المياه فوق رؤوسنا، ونحن نيام، و يكفينا من الخوف والقلق، ما جرى في العام الماضي، عندما سقط سقف دورة المياه على ابنتي». وتضيف «ليس أمامنا سوى الصبر على هذه العيشة، فنحن أسرة كاملة، نعيش في غرفة واحدة، نأكل وننام ونطبخ ونجلس فيها، ولا يمكننا استقبال ضيوف أبدا، لو أتى أحد إلينا، تصيبه حالة من الاشمئزاز من منظرها، وسبق أن جاء الدفاع المدني وقام بفحص منزلنا، وكتب تقريراً بأنها غير صالحة للسكن وخاطبنا بعض الجهات لمساعدتنا ولم يأتنا أي رد». وتستطرد أم بنين «جفت ألسنتنا، ونحن نناشد الجمعيات الخيرية لمساعدتنا ولا مجيب، ويقولون أن هناك من يحتاج أكثر منكم، وتارة يعدوننا بالمساعدة ولم نر شيئاً، وقد كبرت في السن والهم والمعاناة أكلت من عمري الكثير». ويتعالى صوت بكاء الأم «أتمنى من أصحاب القلوب الرحيمة، مد أيادي الخير لنا، وأن يكونوا سببا بعد توفيق الله، وفتح أبواب رزقه في حصولي على سكن صغير، يؤويني وأسرتي»، مؤكدة «فوالله لا أكف عن الدعاء بأن يسخر لي عباده الطيبين من حولي».