وسائل الإعلام مصدر رئيس لتشكيل ثقافة المجتمع والتأثير على الأفراد وخاصة في مجال القيم والمبادئ والسلوك، وكذلك في تشكيل اتجاهات الرأي العام وبناء توجهات ايجابية أو سلبية نحو القضايا في سائر المجالات، ولذلك نجد أن الدول والجماعات تهتم بهذه القنوات وتشجيعها وتوظيفها. والتلفزيون السعودي ورغم انتشار استخدام الانترنت إلاّ أن قطاعا كبيرا من المواطنين ما زالوا يهتمون بمتابعة برامجه، ما يستوجب العناية بهذه القناة الهامة من قنوات الاتصال، وفي ضوء التنافس بين العديد من المحطات الرسمية والخاصة على الوصول للمشاهدين؛ فإن الجهات المسؤولة عن هذه القنوات مطالبة دائماً بالتحسين والتطوير وقياس الاتجاهات لدى مختلف فئات وأعمار المشاهدين، الطرق العلمية للتعرف على حاجات المشاهدين واهتماماتهم، وتقديم المواد الإعلامية المناسبة، لا سيما في ضوء توفر الكثير من الكوادر الوطنية في مجالات الإعداد والإخراج والتقديم وغيرها. ومحطات التلفزيون السعودية شأنها شأن غيرها من القنوات تظل دائماً بحاجة إلى التحسين والتطوير والعمل على تلبيتها لكسب المزيد منهم، وان أي تراخ أو تهاون في القيام بهذا العمل يؤدي إلى عزوف المشاهدين عنها إلى غيرها من المحطات الأقدر على كسب قلوبهم. صحيح أن هذه ليست بالمهمة السهلة لكنها ممكنة بقليل من الجهد واستخدام الطرق العلمية للتعرف على حاجات المشاهدين واهتماماتهم، وتقديم المواد الإعلامية المناسبة، لا سيما في ضوء توفر الكثير من الكوادر الوطنية في مجالات الإعداد والإخراج والتقديم وغيرها. ومحطات التلفزيون السعودية شأنها شأن غيرها من القنوات تظل دائماً بحاجة إلى التحسين والتطوير والمباشرة، وخاصة في مجال تعميق ثقافة المشاهدين والبعد عن التسطيح والتبسيط في تناول القضايا التي تتعلق بالتراث وثقافة الأمة وتاريخها بشكل أساسي، وسائر القضايا الفكرية والاجتماعية التي تطرح نفسها بإلحاح، بحيث يكون هذا التناول متناسباً مع التطور الحضاري الذي يشهده العالم على كافة الأصعدة. ولعل تقديم الأحداث التاريخية والعادات والقيم والتوجهات الاجتماعية للمواطنين، والقضايا التي تلامس حياتهم اليومية واحتياجاتهم لمواجهة متطلباتها من الأمور التي ينبغي العناية بها عند إعداد أي مادة إعلامية سواء كانت اخبارية أو تثقيفية أو حتى إعلانية أيضاً، ولعل استخدام الأساليب العلمية كالاستبيان والاستفتاء وقياسات الرأي العام مفيدة جداً في تحديد الأولويات التي ينبغي الالتفات إليها عند وضع خطط العمل لقنوات التلفزيون وغيرها من وسائل الإعلام؛ هذا ما يتعلق بالمحطات بشكل عام. أما بالنسبة لتلفزيون الدمام، فإن كثيراً من المواطنين يتذكرون أنه كان في فترة من الفترات من أكثر المحطات التلفزيونية متابعةً واستجابة وجذباً للمشاهدين، ونطمح جميعاً إلى أن يعود أداؤه إلى نفس المستوى بل إلى ما هو أفضل، خاصةً ونحن نلاحظ قلة المواد الإعلامية المخصصة للمنطقة الشرقية والتعريف بها وبإمكانياتها السياحية والاقتصادية، بل حتى عدم حضور المشهد الثقافي والفني والتربوي بما يتناسب مع أهمية المنطقة التي تشكل ما يزيد على ربع مساحة المملكة. فهل تحمل لنا الدورات التلفزيونية المقبلة تحقيق مثل هذا الطموح؟؟.. ما زال الأمل يداعبنا لا سيما وأننا نعرف جيداً ما يتمتع به مدير محطة تلفزيون الدمام الأستاذ سعيد اليامي والعاملون معه من كفاءة وخبرة وإخلاص. والله من وراء القصد. @fahad_otaish