يوم الثلاثاء الماضي.. (22 مارس 2011).. احتفل العالم باليوم العالمي للمياه.. إلا العرب.. رغم كونهم أكثر البشر عوزا للماء.. هل تناقص وتآكل اهتمامهم بالماء؟!.. الذي لا يهتم.. هو من تصبح حياته مهددة.. بشيء آخر غير الماء.. وحياتنا.. ولله الحمد.. ليست كذلك.. العوز المائي يجعلها كذلك.... وحتى في ظل الحروب.. يظل نقص الماء وتلوثه العدو الأول للحياة. الأجيال بحاجة إلى إدراك أهمية المياه.. وأهمية الحفاظ عليها.. هناك غفلة.. حملت العقل إلى اهتمامات أخرى.. غفلة غيرت الأولويات في حياتنا.. جعلت الأهم ثانويا وأقل.. وفي ظلها، تكون العاقبة سوداء.. ومن أهم المحاذير.. تغييب الأجيال في متاهات.. واهتمامات أخرى.. ليصبح الماء شأنا ثانويا في حياتهم.. يجب أن يظل الماء في دائرة اهتمامهم.. ويقظتهم على الدوام. تآكل احترام الماء.. وهذا يعود إلى حزمة من الأسباب.. أهمها ثقافة التبذير.. وتغييب الحقائق المائية من الحياة العامة.. خاصة المناهج الدراسية في جميع المراحل.. يجب أن تعرف الأجيال.. أهمية الماء في حياتها.. وأهمية الحفاظ عليه.. مع دوام أهمية القلق على المياه كمنهج حياة.. نحن في بيئة جافة.. يكفي هذا كمؤشر.. على خلق القلق.. وتعزيزه في النفوس. (90) بالمائة من المياه العذبة.. تحت سطح الأرض.. موجودة في الصخور الرسوبية.. وتمثل (5) بالمائة من مكونات الكرة الأرضية.. هي المياه الجوفية.. الذهب النادر النفيس في عالمنا العربي.. الأكثر ثمنا وأهمية في المملكة اليوم العالمي للمياه.. اعتراف بمشاكل المياه التي تواجه البشرية.. ومنهم العرب.. العالم يواجه مشاكل خطيرة.. منها التلوث.. والاستنزاف الجائر.. والإهدار.. وسوء الإدارة.. وكل هذه المشاكل يواجهها العرب.. إضافة إلى ندرة المياه في أراضيهم.. ويظل العرب أكثر شعوب العالم.. تعرضا للعطش ونقص المياه. مؤسف أن يمر اليوم العالمي للمياه دون انتباه.. هل توقف إحساسنا بأهمية الماء؟!.. هل أصبح الماء كأرضنا العربية.. ليست ذات أهمية إلا في الخرائط العالمية؟!.. معظم خيرات أراضي الدنيا على سطحها.. وخيرات العرب تحت سطحها.. ومنها المياه.. ورغم تمتع البعض بالأنهار والبحيرات.. إلا أن (90) بالمائة من المياه العذبة.. تحت سطح الأرض.. موجودة في الصخور الرسوبية.. وتمثل (5) بالمائة من مكونات الكرة الأرضية.. هي المياه الجوفية.. الذهب النادر النفيس في عالمنا العربي.. الأكثر ثمنا وأهمية في المملكة.. هل ندرك أبعاد استنزافها.. لهوا.. ولعبا.. وإنتاجا زراعيا عشوائيا؟! الوعاء الحامل لهذه المياه الجوفية.. هي الصخور الرسوبية.. هي فتات الصخور النارية الصلدة.. نشاهدها في جبال السراة.. وبقية مناطق الدرع العربي.. تفتت بفعل عوامل كثيرة.. في عصور جيولوجية مختلفة.. ثم في مرحلة لاحقة.. تجمعت هذه المواد.. بعد اختلاطها ببقايا عضوية من النباتات والحيوانات.. مكونة صخورا جديدة مسامية.. أطلق عليها العلماء الصخور الرسوبية.. وتشكل هذه الصخور ثلثي مساحة المملكة.. وكانت مناطق هذه الصخور.. بحرا ضحلا واسعا.. إلى أن وصل إلى المرحلة التي نعيش عليها.. في هذه المساحة.. تقع مناطق مهمة.. منها منطقة الرياض.. والشرقية.. والقصيم.. وتبوك.. في جميع مناطق الصخور الرسوبية.. هناك مكامن مهمة للمياه الجوفية.. التي لا يمكن تعويضها بعد الاستنزاف.. وقد تم استنزاف معظم مياه هذه التكوينات.. لري مزارع القمح.. التي تم إيقافها.. بعد استنزافها لهذه المياه الثمينة.. في زمن قصير.. مرت الحكاية دون مساءلة.. كعادة العرب مع كوارثهم. لم يحتفل العرب باليوم العالمي للمياه.. يعيشون حالة من التناقض.. تجاهلنا لهذا اليوم جزء من المشكلة.. وكان الأجدر بنا في مثل هذه الأوضاع.. أن يكون هناك أسبوع للمياه.. تتبناه الوزارة المسئولة.. وبدعوة كل الجهات للمشاركة.. ومنها المدارس.. والجامعات.. وعلى مستوى جميع الوسائل الإعلامية.. بجانب الندوات والمحاضرات والمؤتمرات.. وفي جميع المناطق.. بجانب المسابقات.. والبرامج الإذاعية والتلفزيونية.. تركز على المياه الجوفية وأهميتها.. وسبل ترشيد استخدامها.. وتقديم معلومات ترتقي بثقافة الفرد حول المياه.. وبهذه المناسبة نسأل: لمن تتبع المياه الجوفية؟!.. هل هي مسؤولية وزارة الزراعة؟!.. أم هي مسؤولية وزارة المياه؟!.. أم هي بدون وزارة؟!.. اليوم العالمي للمياه يعطينا حق التفكير.. في مستقبل مياهنا الجوفية.. يعطينا حق التأمل في تصرفاتنا.. غير المسئولة مع المياه الجوفية. أدعوا إلى سن تشريعات واضحة.. وفرض معايير.. يمكن الاحتكام إليها.. لمواجهة كل من يسيء لهذه المياه.. باستنزافها وإهدارها عبثا دون فائدة مستدامة.. الناس شركاء في المياه الجوفية.. هل من العدل.. أن يستأثر البعض بهذه المياه؟!.. وهل من حقهم.. استنزافها وإهدارها دون معايير؟!.. للأجيال القادمة نصيب في المياه الجوفية.. نحتاج إلى وقفة حازمة.. مازالت المياه الجوفية تبحث عن إدارة.. وتبحث عن وزارة.. وتبحث عن مناصرين. [email protected]