من فم دراسة أعدتها أستاذ علم الاجتماع المساعد بجامعة الملك سعود، الدكتورة لطيفة العبداللطيف: «نصف المبحوثات في الضمان الاجتماعي وأكثر من الثلث في الجامعة يتعرضن للضرب، ويمثل الأزواج أعلى نسبة في استخدام الضرب يليهم الآباء ثم الإخوان وأقل النسب الأبناء. ويظهر أن الضرب باليد أعلى النسب يليه استخدام العصا ثم العقال وأقل النسب استخداما الآلات الحادة وغير الحادة في الضرب». وقبل هذه الدراسة العلمية المهمة أعرف نساء يفطرن ويتعشين ضربا من أزواج يظنون أنهم يُفرغون شحنات رجولتهم على رؤوس وأجساد هؤلاء الضعيفات المستسلمات لأقدارهن الاجتماعية السيئة. وأعرف حكاية ذلك الرجل (الذكر) الذي استغرب تدخل جهة معنية بينه وبين زوجته لأنها وصلت إلى المستشفى بدون عظام وبنصف رِجل وبقايا وجه مشوه من لسعات (العقال).. وأعرف أن المحاكم تنظر في قضايا العنف الواقع على النساء بسرعة سلحفاة غابات سورابايا.. وقد أكدت نفس الدراسة رأيي حين أوضحت أن معاناة المرأة أثناء مراجعة المحاكم ومكوثها فترة طويلة دون الحصول على حقوقها الشرعية بلغت نسبة 48,2% من العينة المبحوثة. وماذا أعرف أيضا؟ أعرف أن الرجال المعتدين على نسائهم سيمزمزون شفاههم استهزاء بمن يبحث في شأن النساء أو يفزع لحقوقهن، فمن تحدث عن حق (امرأة) فهو إما ليبرالي أو علماني أو (خبل) على أقل تقدير، إذ ليس في موروثنا الاجتماعي ما يدل على أن عقل الرجل يسبق يده إذا أراد أن يتعامل مع إحدى نسائه. أنت رجل، هكذا يخبرونه وهو في سن السادسة، ثم يؤكدون على فحولته وهو في الثانية عشرة ثم يزوجونه ولم يبلغ معاني الرجولة بعد، ثم بعد العشرين يرفع العقال والعصا ويهوي بهما على جسد بنت الناس وعلى كرامتها ولا أحد يلومه أو ينصفها منه: إنه رجل.. بئس الرجولة وبئس المجتمع الذي يقر بهكذا رجولة.!! تويتر: @ma_alosaimi