لم يكن محمد سعود العواد يعلم بأن الله سوف يكتب له حياة جديدة تعتق رقبته من السيف بعد أن قضى ثماني سنين خلف القضبان إثر خلاف مسبق وقع في منطقة أم الساهك مع المقتول يرحمه الله أثر مشاجرة بين الطرفين وتواصل سعي مشايخ ووجهاء القبائل في عتق رقبة العواد وذلك مقابل خمسة ملايين ريال . وفي حديث ل «اليوم» قال محمد العواد: أشكر الله ثم اشكر كل من سعى في عتق رقبتي وعلى رأسهم أبناء عمومتي شيوخ بني خالد الذين بذلوا الغالي والرخيص حتى توصلوا للشفاعة حيث كانت الدية المطلوبة عشرة ملايين وبفضل الله ثم بفضل أهل الخير الذين كرسوا جهودهم حتى تمكنوا من إقناع ذوي الدم بقبول خمسة ملايين ريال حيث سعوا لتأجيل حكم القصاص مراراً وتوصلوا للتنازل بعد عدة محاولات كانت يائسة في بداياتها . وأضاف العواد: أنصح الشباب بضبط النفس وعدم الانسياق وراء غضب الشيطان موجههم بالاتعاظ والعبرة بمن سبقهم بهذا الطريق المؤدي للهلاك الذي قد يكون السيف مصيره مطالبا الشباب بالتقرب إلى الله وعدم إعطاء الشيطان فرصة في الشجار الذي قد يؤدي إلى الموت . وفي نبرة حزينة أوضح العواد أن فرحته لم تكتمل بعد خروجه حيث تلقى خبر والدته المتواجدة بالمستشفى طريحة الفراش وفي غيبوبة تامة أثر صدمتها عند سماع خبر التنازل مقابل مبلغ الدية التي كانت مطلوبة عليه . علماً بأن والدته لم تتمالك نفسها ، عندما سمعت نبأ تنازل أهل المقتول عن ابنها حيث أُغمي عليها ونُقلت إلى المستشفى ، بعد الخبر السار الذي أدخل الفرحة الغامرة إلى قلبها وأداها في غيبوبة تامة. وقال عبدالله العواد ابن عم المفرج عنه إنه تم الإفراج بفضل الله ثم بوقفة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد الذي كلف لجنة إصلاح ذات البين في السعي في كافة جوانب الإصلاح والتوصل الى حل مع أهل الدم كما يسعني أن أشكر أبناء عمومتي من بني خالد وأهل الخير الذين يظل سعيهم وساما على صدورنا ما حيينا، حيث إن الدية اكتملت في آخر الساعات المتبقية عن حد السيف ونيابة عن كافة أسرة العواد أتقدم لكل من سعى في الصلح والعتق ولا أنسى جهد وشفاعة شيوخ القبائل .