لا جديد .. فاز الهلال وخسر النصر .. أصبحنا نكتبها عن ظهر قلب في السنوات العشر الماضية .. كل ما علينا أن نملأ الفراغ بوضع الأرقام فقط .. فالفرح في هذه المواجهات ماركة هلالية مسجلة .. والحزن أيضا ماركة نصراوية مسجلة.. !! كعادة البدر عندما يكتمل في منتصف الشهر .. فإن لطلته وعنفوانه وضوئه المتناثر لحظات لا تنسى .. وهكذا فعل الهلال البارحة التي صادفت ليلة ال 14 من ربيع الآخر .. فقد زرع الفرح بالتفوق الملحمي .. بالفن الأزرق الذي يطمر كل من يحاول اعتلاء أمواجه .. وسط عزف أزرق متفرد بجماله وحيويته وحركته وسكناته .. !! اكتمل الهلال ليصبح بدرا أمام النصر .. ليداوي جراحاته التي عانى منها بخسارته امام الشباب .. ويسكب الملح كالعادة على جرح النصر .. فقد اعتاد الأزرق أن يمسح كل همومه وأحزانه في محطة الأصفر .. بل وتكون محطة النصر هي الانطلاقة الحقيقية له في منافسات الدوري ..!! الجرح غائر في الأصفر .. وأكثر عمقا في الأزرق .. والملح ينتظر طوال 120 دقيقة في أي جرح ينثر حريقه الملتهب .. !! لم تصمد الشمس طويلاً في وجه القمر ، وغربت قبل الأوان ليغتال الموج الازرق طموحات النصروايين بانهاء السنوات العجاف ، والبعد عن البطولات . لا شيء جديد في البدايات .. كررها عشاق الأصفر في المدرجات .. "أعطني حظا وأرمني في البحر " .. والحظ .. لا يعترف بالألوان .. ولا يعرف من يخدم .. هكذا يثور فجأة ..!! من يسرق الفرح .. ومن ينام على وسادة الحزن .. صراع الدقائق والثواني قبل صافرة الاستراحة .. دق الجرس للحظة العناق الأصفر .. وأعلن الجرس بصوت مدوٍ برأسية الراهب .. ليهتز المدرج الأصفر فرحا وطربا لثوان لتخمده صافرة الايطالي روتشي ..!! المدرجان قبل النهاية اشتعلا .. هدف هنا وهدف هناك تحت مبدأ "الحظ" .. وفرح أصفر سرق في طرفة عين .. من سيطر ومن أهدر ومن هدد لا يهم .. المهم أن الجماهير ركنت لهدنة ركلات الجزاء دون أن يكون هناك تفوق للأصفر أو الأزرق ..!! زلاتكو .. نقش في لوحة الهلال الزرقاء منذ البداية محطة قلق لعشاقه .. فالكاسر لم يعد بيتا في قصيدة الزعيم .. وهو الذي اعتاد أن يضع القافية في نهاية كل القصائد الزرقاء الجميلة.. !! كارينيو .. أدخل لحنا جديدا مع انطلاقة المحطة الثانية .. لم يعرف هل هو لحن نشاز .. أم هو لحن سيطرب النصراويين في أمسية العاصمة ؟! الشاطر من يضحك أخيرا .. وكل الفصول التي قدمت وقيلت .. وكل الهدفان اللذان سجلا .. وكل الفرص التي ضاعت ليس لها قيمة .. إذا لم تشفع بنهاية سعيدة ..!! الشلهوب .. الذي يحترق عرقاً لخدمة فريقه في عمر 33 عاماً حقق انجازاً فريداً من نوعه سيظل صامداً لسنوات طويلة بحصد لقب كأس ولي العهد 10 مرات في 11 عاماً وهو انجاز يحتاج لكثير من التحدي لمعادلته وليس تخطيه . انجاز الهلال أيضاً سيبقى فريداً وخالداً في الذاكرة لسنوات طويلة بعد ان احتفظ بالكأس الغالية في خزائنه للعام السادس على التوالي، ليرفع عدد بطولاته إلى 54 بطولة .