الجرح غائر في الأصفر .. وأكثر عمقا في الأزرق .. والملح ينتظر طوال التسعين دقيقة في أي جرح ينثر حريقه الملتهب .. !! لا شيء جديد في البدايات .. كررها عشاق الأصفر في المدرجات .. " أعطني حظا وأرمني في البحر " .. فكانت هدية غالب للزوري ..!! والحظ .. لا يعترف بالألوان .. ولا يعرف من يخدم .. هكذا يثور فجأة .. وجاءت تسديدة أيوفي التي أخطأت المرمى وسارت لقدم السهلاوي .. واحدة من هذه الثورات المفاجئة ..!! من يسرق الفرح .. ومن ينام على وسادة الحزن .. صراع الدقائق والثواني قبل صافرة الاستراحة .. دق الجرس للحظة العناق الأصفر .. وأعلن الجرس بصوت مدوي برأسية غالب .. ليهتز المدرج الأصفر فرحا وطربا لثوان لتخمده الراية السويسرية .. وتترك جدلا واسعا عبر الفضاء وفي الأرض وفي المنتديات والاستراحات .. ويبدو أن جدلية الإلغاء ستكون أقوى من نتيجة المنازلة ..!! المدرجان قبل الاستراحة اشتعلا .. هدف هنا وهدف هناك تحت مبدأ " الحظ" .. وفرح أصفر سرق في طرفة عين .. من سيطر ومن أهدر ومن هدد لا يهم .. المهم أن الجماهير ركنت لهدنة الاستراحات دون أن يكون هناك تفوق للأصفر أو الأزرق ..!! كمبواريه .. نقش في لوحة الهلال الزرقاء منذ البداية محطة قلق لعشاقه .. فالكاسر لم يعد بيتا في قصيدة الزعيم .. وهو الذي اعتاد أن يضع القافية في نهاية كل القصائد الزرقاء الجميلة.. !! من نجح ومن أخفق في المحطة الأولى التي امتدت ل 45 دقيقة لا يهم .. لأن الشاطر من يضحك أخيرا .. وكل الفصول التي قدمت وقيلت .. وكل الأهداف التي سجلت .. وكل الفرص التي ضاعت ليس لها قيمة .. إذا لم تشفع بنهاية سعيدة ..!! لا جديد .. فاز الهلال وخسر النصر .. أصبحنا نكتبها عن ظهر قلب في السنوات العشر الماضية .. كل ما علينا أن نملأ الفراغ بوضع الأرقام فقط ماتورانا .. أدخل لحنا جديدا مع انطلاقة المحطة الثانية .. لم يعرف هل هو لحن نشاز بإبعاد عطيف وأيوفي .. وإدخال القحطاني والزيلعي .. أم هو لحن سيطرب النصراويين في أمسية العاصمة ؟! سونج يعزف ناي إهدار الفرص بانفرادية .. ومدرج الزعيم يشتعل باسم ياسر الكاسر .. والسر المخبأ لكمبواريه لم يخرج من رأسه .. فما زال القناص حبيس مقعد الاحتياط ..!! كاد قحطاني العالمي أن ينثر الفرح لمحبيه بعد غيبة طويلة .. والبديل السديري في حماية العرين الأزرق يتعملق ويذود عن مرماه ببسالة .. والسجال يستمر بالأقدام التي تلعب .. والعقول التي تفكر .. والرؤوس التي تحاول .. والدقائق تمر وقحطاني الهلال يحترق في مقعد الجير .. !! ولكن الفرح الأزرق على ما يبدو لا يعتمد على اسم ولا على نجم .. وإذا غاب ياسر هناك ياسر آخر اسمه الشهراني .. ليضع كرة بالمقاس على رأس ويسلي الهداف الجديد للهلال .. ويضعها رأسية لا تخطئ المرمى .. هدف التفوق للزعيم ..!! وكعادة البدر عندما يكتمل في منتصف الشهر .. فإن لطلته وعنفوانه وضوئه المتناثر لحظات لا تنسى .. وهكذا فعل الهلال البارحة التي صادفت ليلة ال15 من شهر شوال .. فقد زرع الفرح بالتفوق الملحمي .. بالفن الأزرق الذي يطمر كل من يحاول اعتلاء أمواجه .. ليضيف ويسلي الهدف الثالث وسط عزف أزرق متفرد بجماله وحيويته وحركته وسكناته .. !! اكتمل الهلال ليصبح بدرا بثلاثية في مرمى النصر .. ليداوي جراحاته السابقة التي عانى منها بتعادلين أمام هجر والاتفاق وخسارة أمام الفتح .. ويسكب الملح كالعادة على جرح النصر .. فقد اعتاد الأزرق أن يمسح كل همومه وأحزانه في محطة الأصفر .. بل وتكون محطة النصر هي الانطلاقة الحقيقية له في منافسات الدوري ..!! لا جديد .. فاز الهلال وخسر النصر .. أصبحنا نكتبها عن ظهر قلب في السنوات العشر الماضية .. كل ما علينا أن نملأ الفراغ بوضع الأرقام فقط .. فالفرح في هذه المواجهات ماركة هلالية مسجلة .. والحزن أيضا ماركة نصراوية مسجلة.. !! لا جديد .. سينشغل النصراويون بالهدف الملغي .. وسينشغل الهلاليون بكيفية اللحاق بالمقدمة .. !!