في المجتمعات التي تسعى لتحقيق التنمية المتوازنة و المنافسة العالمية وتوفير الرفاهية والأمن لأفرادها تبرز أهمية إعطاء الحقوق والعدل ، وعند غياب تطبيق الأنظمة والالتفاف عليها لتحقيق غايات غير مشروعة وتحول الفساد إلى ثقافة لتبادل المصالح وحمايتها تصبح تلك المجتمعات مريضة تمكن العابثين والمتربصين من اختراقها والعبث بمقدراتها ، وهنا تكمن أهمية مواجهة الفساد وحفظ الحقوق وبمشاركة الجميع. وفي مملكة التلاحم القوي بين القيادة و الشعب قال خادم الحرمين الشريفين – أيده الله- ( بكم أشد أزري، وسأضرب بالعدل هامة الجور)، وهنا تبرز أهمية العمل الجماعي كالبنيان المرصوص للحفاظ على المنجز و تقييم ما ينجز و الوقوف أمام المحبطين والمتربصين. و من الجهود المستمرة لمواجهة الفساد كانت الموافقة على استراتيجية حماية النزاهة ومكافحة الفساد بعام 1428ه ، و صدور الأمر الملكي يوم الجمعة بتاريخ 13-4-1432ه بإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ، و ترتبط مباشرة بخادم الحرمين الشريفين، و تشمل مهام الهيئة كافة القطاعات الحكومية ، و لا يستثنى من ذلك كائنا من كان . و مع حزمة القرارات الملكية المستمرة بمشاريعها و ميزانياتها الضخمة ومع ظهور القضايا التنموية التي نعيشها واقعا ملموسا كقضايا عدم وجود أراضي كافية لمنح أراضي لبناء المسكن ، و بناء المدارس و المستشفيات و المشاريع الخدمية الهامة وفق معايير التخطيط بالمدن و القرى ، و البطالة، وعدم تنفيذ بعض المشاريع بالجودة المطلوبة حيث يتم صيانتها بعد إنجازها بفترة أقل من فترة إنجازها، وما تكشف بصحفنا المحلية حول التحقيق في قضايا منها كارثة سيول جدة، و قضية الجني و قاضي المدينة، وقضايا تجاوزات وتلاعب لبعض المسؤولين في توزيع أراضي المنح، وغيرها تبرز أهمية صدور القرار بإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد لتنفيذ استراتيجية حماية النزاهة ومكافحة الفساد لإيقاف كل عبث بمقدرات الوطن. وعند غياب تطبيق الأنظمة و الالتفاف عليها لتحقيق غايات غير مشروعة وتحول الفساد إلى ثقافة لتبادل المصالح وحمايتها تصبح تلك المجتمعات مريضة تمكن العابثين والمتربصين من اختراقها والعبث بمقدراتها.وأخيراً وليس آخرا في ظل المشاريع التنموية المدعومة بميزانيات تاريخية فإن تعاون الجميع مع الهيئة التي طال انتظارها في الحرب الضروس ضد الفساد أمر مهم، وتداول المعلومات عن الفساد بشفافية أمر لا يقل أهمية ففي ذلك حفظ للنزاهة قبل مكافحة الفساد . لقفلها الطريق على كل فاسد و أذياله من متملقين و متسلقين ، و كشفها كل فاسد سرق ويسرق حق الوطن حق أجيال الحاضر و المستقبل و تقديمه للعقاب كون أثر الفساد لا يمكن إخفاؤه إلا ببتر الفساد ، و لا عذر اليوم للهيئة في عدم كسب الحرب ضد الفساد ببتره لارتباطها بخادم الحرمين الشريفين الذي يقود الإصلاح و يؤكد دائماً على تنفيذ الأوامر الصادرة لرفاهية المواطن وحفظ المال العام والتنمية المتوازنة لأجيال الحاضر والمستقبل. [email protected]