التطور الهائل في تكنولوجيا المعلومات والصراع المحموم بين كبرى الشركات المتخصصة في عالم الإتصالات وسوق المال , يلاحظ المتصفح للتاريخ أن الشعوب القديمة عرفت النقود وتعاملت بها منذ آلاف السنين .ومرت في تطورها بالكثير من المراحل بدءا بالمقايضة ومروراً بالعملات المعدنية والورقية والكروت البلاستيكية ووصولاً الى الهواتف النقالة حالياً. فلم يعد الهاتف الجوال الذي نحمله بين أيدينا مجرد وسيلة للاتصال والتواصل وإرسال الرسائل او حتى التقاط الصور ومقاطع الفيديو والأفلام والاستماع الى القراءات والمجالات الشعرية والموسيقى وقراءة الكتب وتصفح الويب والدردشة وغيرها الكثير .بل تعدى الامر هذا ليصبح وسيلة وتقنية متخصصة لدفع النقود وتسديد الحسابات الشخصية. تخيلوا معي اي قوة تكمن في هذا الجهاز الصغير .وايضاً استخداماته الاخرى في تطبيقات بعض البرامج التي يمثلها هذا الجهاز الذي نحمله بأيدينا .فلم تعد الإعلانات التي نراها والتوقعات التي نسمع بها عن مستقبل الهاتف المحمول ضربا من الخيال , والمثير في الامر أن عجائب الهواتف الذكية وما تشهده من تطور هو الحاضر الذي نعيشه الآن , فكيف سيكون المستقبل .تحولات كثيرة شهدتها دول العالم وبعض دول الخليج ونحن ننتظر تطبيقها في المملكة. لا يوجد مجال للانتظار أمام تكنولوجيا المستقبل والتي تتطور بشكل متلاحق فنرى الشركات العالمية الكبرى تتنافس للحصول على اكبر حصة لهذا السوق الجديد ويقومون بتطوير هذه التقنية ليتفوقوا فيها على البنوك والشركات المشغلة لشبكات الهاتف النقال وحتى منافسة مواقع الدفع الإلكتروني على الإنترنت تصوروا كيف سيتحول الهاتف الجوال الى محفظة للنقود الرقمية وتقنية للدفع والسداد ؟ الفكرة نفسها بسيطة فالشراء عبر الهاتف الجوال هي نظام دفع إلكتروني يغني صاحبه عن حمل أي نقود او بطاقات ائتمانية ويتم تحصيل مبالغ المشتريات من خلال جهاز الجوال الخاص بالشخص .وذلك من خلال تمريره على أجهزة للدفع الفوري بطريقة اوتوماتيكية للسحب عن طريق الجوال من الحساب البنكي للشخص. ولا يوجد مجال للانتظار أمام تكنولوجيا المستقبل والتي تتطور بشكل متلاحق فنرى الشركات العالمية الكبرى تتنافس للحصول على اكبر حصة لهذا السوق الجديد ويقومون بتطوير هذه التقنية ليتفوقوا فيها على البنوك والشركات المشغلة لشبكات الهاتف النقال وحتى منافسة مواقع الدفع الإلكتروني على الإنترنت. إن التقنية الحديثة ستجعل من الهواتف النقالة محافظ رقمية قريباً جدا نخزن عليها أرقام الحسابات البنكية لتمكننا من تسديد كافة أنواع الفواتير التي شأنها ان تحدث ثورة في طريقة شرائنا وتسوقنا ما يؤدي الى اختفاء النقود والبطاقات البلاستيكية والمحافظ الجلدية الى الابد. نعم لقد بدأت الكثير من الجهات باستخدام الهاتف المصرفي والتسديد عن طريق الهاتف الجوال ولكن نطمح بالمزيد من التطورات والتسهيلات التي تساهم في مواكبة التقدم الحضاري , وبحسب توقعات بعض الشركات المتخصصة فانه من المنتظر أن ينتهي حمل المحافظ بحلول عام 2015 م .إذا بلغت قيمة عمليات الدفع من خلال الجوال حوالي 240 مليار دولار سنوياً. كما يتوقع أن ينمو هذا السوق ثلاثة أضعاف حجمه خلال السنوات الخمس القادمة .كما يتوقع محرك البحث الإلكتروني قوقل ان هذه التقنية سوف تنفذ خلال السنوات الثلاث القادمة وان يصل إجمالي عمليات الدفع والشراء عبر الهاتف الجوال الى 670 مليار دولار بحلول 2015 .وستستحوذ كل من شمال أمريكا وغرب أوروبا واسيا على 75% من اجمالي هذه العمليات .وها نحن نشاهد يوماً بعد يوم غزو جهاز الموبايل حياتنا حيث تتنوع استخداماته اليومية ومن الجديد أيضاً ان الموبايل سوف يصبح عبارة عن هوية شخصية بحيث يتم تمرير الجهاز عبر قارئ معين للتعرف على هوية من يحمله . وهي نظرية في حال تطبيقها ستخفف الكثير من الجرائم والسرقات. والهاتف الجوال هو الوسيلة الاكثر شيوعاً لذا فهو الأنسب لخلق شبكة عالمية للسداد والذي يعتبر من أهم مهامه توفير وسائل الدفع للجميع من خلال ضغطة زر. فخدمة وتقنية الدفع عبر الجوال ستمكن 3 مليارات شخص ممكن لا يملكون حسابات بنكية في العالم النامي من الحصول على خدمات بنكية .لقد آن الأوان للمنطقة العربية اقتحام هذا المضمار وقيادة زمام المبادرة والحصول على حصتها في مجال الدفع عن طريق الهواتف الذكية وتحويل الأموال التي تقدر بمليارات الدولارات من ورقية الى رقمية, ولكن مازالت هناك حاجة ماسة الى رفع ثقافة الافراد تجاه هذه التقنيات والخدمات الحديثة سعياً لمواكبة العالم في احدث التقنيات الحديثة. [email protected]