باعتباري ليبراليا، حسب الاتهامات وليس حسب ما أعرفه عن نفسي، فقد زرت ملتقى شباب الخبر يوم الأربعاء الماضي بدعوة كريمة من خالد البلاهدي، أحد شباب الملتقى، المتحمسين للتعريف به وبنشاطاته. وقد قلت لخالد إنني سآتي للنقاش وليس للاستماع وإبداء الإعجاب بما أرى. وقد أكد أن ذلك هو المطلوب وليس غيره، إذ أن الملتقى لا يتربص بزواره ليقنعهم بأهمية فعالياته أو استعراض نجاحاته. وحين غشيت الملتقى العامر بالواجهة البحرية الجميلة بالخبر وجدت ترحيبا حارا وابتسامات مريحة، كما لاحظت، أيضا، وجود بعض من يرفع عينيه ويفتحهما ما وسعه ذاك استغرابا من وجودي هناك. أما أنا فقد تعلقت عيناي بالمرحبين الذين أعرفهم أو تعرفت عليهم من الشيوخ والشباب. وكان الأكثر سماحة قائد الملتقى الشيخ الدكتور صالح اليوسف الذي أعطاني من وقته حوالي عشرين دقيقة تحدثنا فيها عن أمرين مهمين. الأمر الأول هو انتقائية مثل هذه الملتقيات لضيوفها من المشائخ والوعاظ وتجاهل أصحاب الفكر والثقافة وباقي قادة الرأي في المملكة.. والأمر الثاني أنه بالرغم من السنوات الطوال لتنظيم هذه الملتقيات إلا أننا لا نرى لها أثرا على أخلاق وسلوكيات الشباب في الشارع وتعاملهم مع الآخرين. وقد قال الشيخ، ردا على هذين الانتقادين، إن هذا العام شهد استضافة عدد من أصحاب الخبرات الحياتية والأفكار خارج السياق التقليدي المعروف عن هذه الملتقيات. أما التأثير في سلوك الشباب وأخلاقهم فلا يكفيه جهد خمسة عشر يوما هي عمر هذا الملتقى كل سنة. وما بين كلمة وأخرى كنا أنا والشيخ نقاطع بالسلام من ضيوف الملتقى.. لم يكتمل حديثنا لكنني على يقين، بعد زيارة الملتقى والتجول في فعالياته، أنه رائع ومؤثر وستزداد روعته وتأثيره لو عدد مدخلاته الفكرية لتتعدد مخرجاته تبعا لذاك.. هذا إذا كنا نقول بأنه ليس ملتقى دعويا فقط، بل هو ملتقى للتنوع وإعطاء اعتبار لما لدى الآخرين من أفكار ومكتسبات.. ولا يزال للحديث مع الشيخ صالح بقية. @ma_alosaimi