على مدى ثلاث ليال متوالية , بنيت مع شركائي الذين دعوني للمحاضرة أو الزيارة ، جسرا رائعا من التفاهم المغموس بالمحبة. ألقيت محاضرة عن (فورة الجدل وضرورات التسامح) في منتدى سيهات الثقافي بمنزل المكرم كمال المزعل ، وفي الليلة التي تليها تحدثت في منتدى الثلاثاء الثقافي، بمنزل المكرم جعفر الشايب، عن (تجربة كتابة الرأي في الصحافة المحلية) وتجربتي أنا بالذات . وفي الليلة التالية لليلة القطيف زرت ملتقى الشباب بالخبر بدعوة كريمة من بعض شبابه الرائعين المتحمسين والتقيت الشيخ المكرم الدكتور صالح اليوسف ورهطا من أصحابه وطلابه. وما يهمني ويهمكم هو ما شعرت به من هذه المحاضرات والزيارات من سهولة دمج همومنا المشتركة كمواطنين إذا تفاهمنا وتسامحنا وركزنا أكثر على المتفق عليه، ونبذنا، بنوايا صادقة، المختلف عليه. كان لأهل سيهات ملاحظات علي كما كان لأهل القطيف أكثر من ملاحظة وفي ملتقى الخبر أرسلت لي إشارات كثيرة مشفوعة بترحيب دافئ وابتسامات صافية من أهل الملتقى. هؤلاء أهلي وهؤلاء أهلي وأنا الابن الذي يسعى للبر والصدق مع أهله أينما كان مكانهم أو هواجسهم أو حتى نقدهم الشديد واللاذع لما أكتب أو أقول من أفكار ومسائل تهم الجميع. ولابد أن أعترف، أيضا، بأنني مقصر مع هؤلاء وهؤلاء، حيث أعتقد أنني من ضمن من يتحملون مسؤولية التعريف والتبشير بالرؤى الوطنية المعتدلة هنا وهناك. وأتحمل، ربما مع غيري من الكتاب، ثقل آمال جمهور القراء بأن نكون أنشط وأكثر حضورا وتأثيرا في المشهد العام، الذي يحوطه الكثير من التشكيك والتنابز والتنافر، ليس بين شيعة وسنة فقط، بل بين كل المشارب والتيارات.. وهو الأمر الذي سأعود إليه غدا حين أحدثكم عن رئة القطيف التي تتنفس الخُبر. @ma_alosaimi